أما المبطل فينظر إن كان استعمل شيئا إما مقابلا أو بالجملة شيئا معا فى الطبع أو شيئا متأخرا، فإن الخاصة لا تكون موضوعة على ما يجب. وذلك أن المقابل معا فى الطبع، والمعا فى الطبع والمتأخر لا يجعلان الشىء أعرف — مثال ذلك أنه لما كان من قال إن خاصة الخير هو المقابل لا محالة للشر فقد استعمل المقابل للخير، فلم يضع خاصة الخير على ما يجب. — فأما المصحح فينظر ألا يستعمل متقابلا أصلا، أو بالجملة، ما هو معا بالطبع ولا متأخر، فإن بهذا الوجه تكون الخاصة موضوعة على ما يجب — مثال ذلك أنه لما كان من وضع أن خاصة العلم أنه الظن الذى فى غاية الصدق لم يستعمل مقابلا أصلا ولا ما هو معا فى الطبع ولا متأخرا، صارت خاصة العلم بهذا الوجه موضوعة على ما يجب.
صفحه ۵۹۴