وبعد ذلك فينظر المبطل إن كان الواحد بعينه قد كرر فى الخاصة، فإنهم كثيرا ما يفعلون ذلك فى الخواص وهم لا يشعرون، كما يفعلونه فى الحدود، فليس الخاصة إذن التى يعرض فيها ذلك بموضوعة على ما ينبغى، إذ كان ما تكرر قد يغلط السامع، فواجب إذن ضرورة أن يكون القول غامضا وأن يظن بمن يقوله مع ذلك أنه يهمر همرا. وتكرير المعنى الواحد فى القول يكون على وجهين: أحدهما إذا كرر الاسم الواحد بعينه، بمنزلة ما يجعل الإنسان خاصة النار أنها جسم ألطف الأجسام — فإن قائل هذا القول قد كرراسم الجسم مرتين؛ والثانى متى استعمل الإنسان الأقاويل مكان الأسماء، بمنزلة مايجعل الإنسان خاصة الأرض أنها جوهر من الأجسام ينتقل بالطبع إلى المكان الأسفل، ثم يستعمل مكان «الأجسام» «جواهر بصفة كذا»؛ وذلك أن قولنا: «جسم» و«جوهر بصفة كذا» شىء أحد. فيكون قائل هذا القول قد كرر اسم الجوهر. فليس إذن واحدة من هاتين الخاصتين موضوعة على ما يجب.
صفحه ۵۹۱