أما التجارة الوطنية، فآخذة بأسباب التقدم الحديث، ومن أهم مظاهر هذا التقدم، تلك الجمعيات التعاونية التي أسسها البدالون في جربة لشراء ما يحتاجون إليه، وبمدينة تونس عدد كبير من هذه الجمعيات. أما الصناعة المحلية فقد لقيت عناء شديدا لمنافسة السلع الأجنبية لها زمنا طويلا، على أن الحكومة قد عملت ما في وسعها لحماية هذه الصناعة، وبخاصة الصناعة الفنية، فأنشأت لها معاهد نظامية، وبذلت الجهود لتحسين الوسائل الحرفية والفنية في الصناعة.
ومن أقدم الصناعات القائمة في تونس صناعة الزيت والصابون، والصباغة التي يهددها الآن استيراد الأنيلين من أوروبا، ثم نسج الصوف والبطاطين في جربة وقفصة والجريد، ونسج القطن في تونس، والحرير في تونس وقصر هلال، وشعر الماعز والإبل في الجنوب، والسجاد، ويقوم بصبغه النساء وبخاصة في القيروان، ثم الطرابيش في تونس، والخزف في نابل، وكذلك نذكر منها صناعة المناخل في تونس والقيروان وسوسة، والحصر والسلال وتقطير الكحول في نابل ودبغ الجلود وصناعة الأحذية في تونس والقيروان ونابل والسروج في تونس والآلات القاطعة، والمصنوعات المعدنية والحجرية والخشبية. أما صناعة القصدير، فيحتكرها اليهود، ومنهم بعض صناع الأحذية، وكثير من الخياطين، وأغلب الصاغة.
وقد نظم مرسوم الباي نقابات ذوي الحرف، وأهمهم صناع الشواشي، الذين قد يقبلون في زمرتهم بعض اليهود، ويشترطون أن يكون أمين النقابة مسلما. أما صناعة الشاش، فلا تزال تحتفظ بمكانتها على الرغم من منافسة الواردات من فرنسا والنمسا وتشيكوسلوفاكيا، وإقفال السوق التركية في وجهها، وقد بلغ معدل إنتاج هذه الصناعة خمسين ألف كيلوجرام، يصدر نصفها إلى الخارج.
وفيما يلي بيان لطوائف الحرف في تونس، كما وردت في إحصاء إدارة الزراعة:
الطائفة
عدد رؤساء العمل
عدد العمال
الطائفة
عدد رؤساء العمل
عدد العمال
صفحه نامشخص