تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي

ابن العطار d. 724 AH
150

تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي

تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي

ناشر

الدار الأثرية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

محل انتشار

عمان - الأردن

وقال لي جماعة من أقاربه وأصحابه بـ (نوى): إنهم سألوه يومًا أن لا ينساهم في عَرَصات القيامة، فقال لهم: "إنْ كانَ ثَمَّ جاهٌ، والله لا [٨١] دَخَلْتُ الجنة وأحدٌ / ممن أعرفه ورائي، ولا أدخُلُها إلَّا بعدَهم". فرحمه الله، ورضي عنه، لقد جَمَعَتْ هذه الحكايةُ من الأدب مع الله ﷿ ومن الكرم ما لا يخفى على متأمِّل فطن (١). ... ١٩ - فصل كنتُ يومًا بين يديهِ لتصحيح درس عليه في "مختصر علوم الحديث" الأصغر له، فلما فرغتُ منهُ؛ قال لي: "رأيتُ الليلةَ في المنامِ كأنِّي كنتُ سابحًا في بحرِ، وكأني خرجتُ منه إلى شاطيء، وإذا

= لكن للأسف الشديد! لم يبق الأمر على الحال الذي ذكره ابن العطار، حيث تمَّ بناء القبَّة على قبر الشيخ الإمام النووي ﵀، وكان ذلك على خلاف الشرع، ومخالفة لما كان يدعو إليه الشيخ النووي من الابتعاد عن البدع، وقد قام ببناء القبة الأميرُ قانصوه الساعدي في أواخر القرن العاشر الهجري. انظر: "ترجمة الإمام النووي" (ص ٧٦) الحاشية، و"الإمام النووي وأثره في الفقه الإسلامي" (ص ٨١)، و"الإمام النووي" (ص ١٩٥ - ١٩٦)، للدَّقر. (١) نقله عن المصنِّف: الذهبى في "تاريخ الإسلام" (ورقة ٥٨٠)، والسخاوي في "ترجمة الإمام النووي" (ص ٣٤)، و"المنهاج السوي" (لوحة ٣١/ أ)، ووقعت عبارة الإمام النووي في مطبوعه (ص ٨٠) مصحفة تصحيفًا شنيعًا، إذ جاءت فيه هكذا: " ... لأدْخُلَنَّ الجنة وآخذ من أعرفه ورائي، ولا أدخلها إلاَّ بعدهم"!! وهذا من التألِّي على الله ﷿، وليس فيها الأدب الذي أشار إليه المصنّف مع الله ﷿، فالشفاعة لا تكون إلا بإذنه ﷿، وليس لأحدٍ من الخلق على الله حق أو جاه يرجى الله بما يأذن به ربُّنا -سبحانه- ويرضى.

1 / 154