تحفة الطالب والجليس في كشف شبه داود بن جرجيس

عبداللطیف آل الشیخ d. 1293 AH
61

تحفة الطالب والجليس في كشف شبه داود بن جرجيس

تحفة الطالب والجليس في كشف شبه داود بن جرجيس

پژوهشگر

عبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم

ناشر

دار العصمة

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤١٠ هـ/١٩٩٠م

وقد قال عمر بن الخطاب –رضي الله تعالى عنه-: "ذهاب الإسلام من ثلاثة: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن،١ وحكم الأئمة المضلين"٢. هذا لو سلمنا ثبوت العلم لمن يحكي مثل هذه الأقوال، وإلا فأين العنقاء لتطلب، وأين السمندل ليجلب؟ ٣ وأهل التحقيق من المفسرين على أن المراد بهذه الآية هم الملائكة، فإسناد التدبير إليهم كإسناد النزع، والنشط، والتقسيم، والزجر، كما في قوله: ﴿فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا﴾ . [الذاريات:٤] وقوله: ﴿فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا*فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا﴾ . [الصافات:٢-٣] . وليس في هذه الآيات الكريمات ما يدل على دعاء الملائكة، وعبادتهم، فإنهم رسل مأمورون مدبرون، كما أن إبلاغ الرسالة من الرسول البشري لا يدل على دعائه، ولا يقتضيه، فكذلك الملائكة،

١ سقطت من "أ": "وحكم الأئمة المضلين". ٢ أخرجه الدارمي في "سننه" ١/ ٦٣. والفريابي في "صفة المنافق" ص٥٤ وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ٢/ ١١٠، وأبو نعيم في "الحلية" ٤/ ١٩٥. ٣ قوله: (العنقاء) ذكر في "اللسان" عدة أقوال في تعريفها، وكل هذه الأقوال تدل على صعوبة الوصول إليها، أو عدمه. ومن تلك الأقوال: (طائر عظيم لا يرى إلا في الدهور)، وقيل: (طائر يكون عند مغرب الشمس) وقال الزجاج: (طائر لم يره أحد)، وقيل: (طائر لم يبقَ في أيدي الناس من صفتها غير اسمها) وقيل غير ذلك. (ينظر اللسان، ٤/ ٣١٣٦، ط: دار المعارف بمصر) . وقوله: (السمندل) هو –كما في "اللسان" ٣/ ٢١٠٥- طائر إذا انقطع نسله وهرم ألقى نفسه في الجمر فيعود إلى شبابه. وقيل: هو دابة يدخل النار فلا تحرقه. اهـ من اللسان بتصرف.

1 / 66