239

تحفة المودود بأحكام المولود

تحفة المودود بأحكام المولود

پژوهشگر

عبد القادر الأرناؤوط

ناشر

مكتبة دار البيان

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٣٩١ - ١٩٧١

محل انتشار

دمشق

العوائد من أصعب الْأُمُور يحْتَاج صَاحبه إِلَى استجداد طبيعة ثَانِيَة وَالْخُرُوج عَن حكم الطبيعة عسر جدا
وَيَنْبَغِي لوَلِيِّه أَن يجنبه الْأَخْذ من غَيره غَايَة التجنب فَإِنَّهُ مَتى اعْتَادَ الْأَخْذ صَار لَهُ طبيعة وَنَشَأ بِأَن يَأْخُذ لَا بِأَن يُعْطي ويعوده الْبَذْل والإعطاء وَإِذا أَرَادَ الْوَلِيّ أَن يُعْطي شَيْئا أعطَاهُ إِيَّاه على يَده ليذوق حلاوة الْإِعْطَاء ويجنبه الْكَذِب والخيانة أعظم مِمَّا يجنبه السم الناقع فَإِنَّهُ مَتى سهل لَهُ سَبِيل الْكَذِب والخيانة أفسد عَلَيْهِ سَعَادَة الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَحرمه كل خير
ويجنبه الكسل والبطالة والدعة والراحة بل يَأْخُذهُ بأضدادها وَلَا يريحه إِلَّا بِمَا يجم نَفسه وبدنه للشغل فَإِن الكسل والبطالة عواقب سوء ومغبة نَدم وللجد والتعب عواقب حميدة إِمَّا فِي الدُّنْيَا وَإِمَّا فِي العقبى وَإِمَّا فيهمَا فأروح النَّاس أتعب النَّاس وأتعب النَّاس أروح النَّاس فالسيادة فِي الدُّنْيَا والسعادة فِي العقبى لَا يُوصل إِلَيْهَا إِلَّا على جسر من التَّعَب قَالَ يحيى بن أبي كثير لَا ينَال الْعلم براحة الْجِسْم
ويعوده الانتباه آخر اللَّيْل فَإِنَّهُ وَقت قسم الْغَنَائِم وتفريق الجوائز فمستقل ومستكثر ومحروم فَمَتَى اعْتَادَ ذَلِك صَغِيرا سهل عَلَيْهِ كَبِيرا
فصل
ويجنبه فضول الطَّعَام وَالْكَلَام والمنام ومخالطة الْأَنَام فَإِن الخسارة

1 / 241