تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح

ابن یوسف لبلی d. 691 AH
140

تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح

تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح (السفر الأول)

پژوهشگر

رسالة دكتوراة لفرع اللغة العربية، جامعة أم القرى - مكة المكرمة، في المحرم ١٤١٧ هـ

ناشر

بدون

ژانرها

للإنسان بمنزلة القضم للدَّابَّة. وجاء ابن جنيٍّ في الخصائص وأبدى بزعمه حكمة في استعمالهم القضم لليابس والخضم للرَّطْب، وقال: اختاروا الخاء لرخاوتها للرَّطْب، والقاف لصلابتها لليابس، وذكر أشياء من هذا النَّحو ممَّا حاكت فيه المعاني ما بالألفاظ. فقال [أبو] محمد بن السيِّد: لعَمْرِي إنَّ العرب رُبَّما حاكت المعنى باللَّفظ الذي هو عبارة عنه في بعض المواضع، ويوجد تارة ذلك في صيغة الكلمة، وتارة في إعرابها، فأمَّا في الصِّيغة فقولهم للعظيم الرَّقَبة: رَقبانُّي، والقياس رَقَبِيَّ، وللعظيم اللِّحية: لحيانيَّ، والقياس لحييَّ، وللعظيم الجمة: جماني، فزادوا في الألفاظ على ما كان ينبغي أن تكون عليه، كما زادت المعاني الواقعة تحتها. وكذلك يقولون: صرَّ الجُنْدِب: إذا صوَّت صوتًا لا تكرير فيه، فإذا كثَّر الصوت قيل: صَرصَر. وأمَّا محاكاتهم المعنى بإعراب الكلمة دون صيغتها فإنا وجدناهم يقولون: صعد زيد في الجبل، وضرب زيد بكرًا، فيرفعون اللفظ كما ارتفع/ المعنى الواقع تحته. قال أبو محمد: ولكن هذا قياس غير مُطَّرد، ألا تراهم قالوا:

1 / 140