243

تحفة الأسماع والأبصار

تحفة الأسماع والأبصار

مناطق
یمن

ولما اجتمعنا بالسلطان شحيم وفد معه من رجال البدو المتصلين بذلك المحل خلق كثير، منكرين الصور، خالين عن التحلي بشيء من أحكام الشرع الشريف المطهر، وذلك لما شاهدناه من اختلاط رجالهم بنسائهم وكلهم عراة لا يسترون عوراتهم، ولا يتسترون بمنكراتهم، كان المنكر عندهم من المعروف والبدع لديهم من الأمر المأنوس المألوف، ولسانهم أعجمي بلغة تخصهم ليست من لغة الحبشة فكنا إذا خاطبناهم نفتقر إلى ترجمان وقليل معنا من يعرف لغتهم كل المعرفة إلا من كان منهم يتصل ببندر المخاء فإنه ربما عرف اللسان العربي، وكل من يجي إلينا من هؤلاء البدو المذكورين يريدون مجرد الإطلاع ومعرفة هؤلاء العرب الوافدين، فإذا وصلوا إلينا جعلوا ينظرون إلينا من بعد، وهم يتعجبون بالنظر إلينا، ونحن بالنظر إليهم أعجب {أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا} .

ولقد حكى لنا بعض العارفين بأخبارهم أن كبيرهم الذي يقتدون بأقواله متزوج بإثني عشر امرأة وغيره مثل ذلك على ما ظهر لنا ممن يعرف أحوالهم، ومع هذا فإنهم يريدون الإطلاع على أحوالنا والتجسس عليها، وهل يمكنهم الوقوف لنا على الطريق التي نمر فيها، والوصول إلى شيء مما في أيدينا، أو غير ذلك مما يفعله[82/ب] المحتربون والأكراد المختطفون من الفساد.

صفحه ۳۶۴