تحفة الأقران في ما قرئ بالتثليث من حروف القرآن

ابن یوسف غرناطی اندلسی d. 779 AH
65

تحفة الأقران في ما قرئ بالتثليث من حروف القرآن

تحفة الأقران في ما قرئ بالتثليث من حروف القرآن

ناشر

كنوز أشبيليا

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٨٢ هـ - ٢٠٠٧ م

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

علوم قرآن
حرف الدَّال فمن ذلك قوله تعالى في أوّل " فاتحة الكتاب ": (الْحَمْدُ لِلَّهِ) قرئ برفع الدال ونصبها وجرها. فأما قراءة الرفع فقرأ بها السبعة، ووجهها أن (الحمد) مبتدأ، و(لله) في موضع الخبر، واللام بمعنى الاستحقاق، وهي متعتقة بمحذوف هو الخبر في الحقيقة، أي: الحمد ثابت لله. وأما قراءة النصب فقرأ بها هارون العَتكيّ، ورُؤبة، وسفيان بن عُيينة. ووجهُها أنه منصوب على المصدر على طريقة المصدر المنصوب بفعل لا يظهر، أي: أحمَدُ اللهَ الحمدَ. وقيل: إنّه منصوب بفعل من غير لفظ الحمد، أي: اقرأ الحمد لله، فلا يكون هذا مصدرًا، والأوّل أصحّ. فمن جعل (الحمد) منصوبًاب: اقرأ، فاللام من (لله) يتعلّق به، ومن جعله منصوبًا على المصدر فاللام خرجت مخرج البيان، أي: أعني لله. فإن قيل: لأيّ شيء لا تكون اللام متعلّقة بالمصدر؟ فالجواب: أنهم قالوا: سَقْيًا لزيد، ولم يقولوا سَقيًا زيدًا، فدلّ هذا

1 / 66