تحفة الأقران في ما قرئ بالتثليث من حروف القرآن

ابن یوسف غرناطی اندلسی d. 779 AH
35

تحفة الأقران في ما قرئ بالتثليث من حروف القرآن

تحفة الأقران في ما قرئ بالتثليث من حروف القرآن

ناشر

كنوز أشبيليا

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٨٢ هـ - ٢٠٠٧ م

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

علوم قرآن
وهنا سؤال: وهو أن يقال: ما الحكمة في أنه لمّا أقسم هنا بالسماء. وُصِفَت بذات الحبك؟ فالجواب أن المراد هنا المناسبة بين المقسم والمقسم به عليه. فوُصِفَت السماء بأنها ذات طرق مختلفة لأن أقوال المخاطبين مختلفة. وهذا أحسن ما يكون في القسم. ومن المناسبة بين القسم والمُقْسَم عليه قوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (٢)، ثم قال تعالى: (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (٤) . أي لمتفرّق، فمنه كسواد الليل، وهو من بَخِلَ واستغنى، ومنه كبياض النهار، وهو من أعطى واتّقى. ومن ذلك قوله تعالى في سورة "المزّمّل": (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) قرئ بخفض (ربِّ) ورفعه ونصبه: فأما قراءة الخفض فقرأ بها ابن عامر، وأبو بكر، وحمزة. والكسائي، ووجهها الخفض على البدل من (ربّك) . وعن ابن عبّاس أن (رب) قسم حذف منه حرف الجر. وجوابه (لَاَ إِلَهَ إِلَّاهُوَ) كما يقال: والله لا أحد في الدار إلا زيد، وهو غير جائز عند البصريين، لأنّه فيه

1 / 36