تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
ژانرها
ولهذا الوقف آثار شاهرة وكرامات ظاهرة ذكرها لنا من نثق به , منها أنه إذا أنفق في الموضع المخصوص رأوا فيه زيادة على القدر الذي عهدوه وأن أنفقوه في غير ذلك الموضع لعذر وجدوه كما عهدوه من كيل أو وزن , ومنها أنه إذا أكل من الوقت غير مستحقه عوجل بالعقوبة ولو دابة أكلت منه مع علم صاحبها بذلك عوقبت , وأن لم يعلم صاحبها لم يصبها شيء , وغير ذلك مما شاء الله لم يتجاسر الناقل الثقة أن أخذ عنه جميع ذلك.
وفي ليلة إحدى عشرة من المحرم سنة إحدى وثمانين ومائة توفي شيخ المسلمين موسى بن أبي جابر الأزكوي وهو من سامة بن لوى بن غالب جد موسى بن علي لأمه , وكان قد عاش أربعا وتسعين سنة وأشهرا رضي الله عنه.
ذكر مسير عيسى بن جعفر المنصور إلى عمان
وكان ذلك في أيام الوارث , وكان عيسى بن جعفر بن عم هارون الرشيد وهو أخو زبيدة , فبعثه هارون إلى عمان عاملا عليها في ستة آلاف مقاتل فيهم ألف فارس وخمسة آلاف راجل , فلما وليها كتب داود بن يزيد المهلبي إلى والي صحار وهو مقارش بن محمد اليحمد يخبره بذلك , وبعث الإمام إليه مقارش بن محمد في ثلاثة آلاف؛ والتقوا بحتى فانهزم عيسى بن جعفر وسار إلى مراكبه بالبحر فسار إليه أبو حميد بن فلج الحداني السلوتي ومعه عمرو بن عمر في ثلاث مراكب؛ فدخل عليهم أبو حميد مركبه , فأسر عيسى وانطلق به إلى صحار فحبس بها , وكان الإمام قد خرج من نزوى لدفاع عيسى أخذا منه بالحزم , فلما وصل سيفم لقيه الإمام بهزيمة عيسى بن جعفر فرجع إلى عسكر نزوى.
صفحه ۹۵