288

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

مناطق
عمان
امپراتوری‌ها
آل بوسعید

أريد حياته ويريد قتلي ... = ... عذيرك من خليلك من مراد ولكن قد قيل في المثل إذا أقبلت الفتن نزع من كل ذي لبلبه، وعندي إنهم يعرفون ما أقول حقا؛ ولكن قد قال الله تعالى ( وإن فريقا منكم ليكتمون الحق وهم يعلمون ) وقال الله تعالى ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم )؛ وقد جعلت بيني وبينكم حكما؛ وقد أشهدت الله وملائكته عليكم واسألكم به وبكتبه وملائكته ورسله أن تقبلوا الحق وتؤمنوا ضعفاء المسلمين من كل ناحية وتعطونهم المواثيق بالإيمان على أنفسكم وقبول الحق , ويجتمعوا ونجتمع والحق مقبول ونكون جميعا عند الحق وإن كان يدعوكم إلى هذا المدخل؛ وحمل هذه الأمور الخوف فليس هذا من سيرة المتقين فمن تمسك بحبل الله لا يخاف لومة لائم وإن تطرحوا أيديكم في يدي وتقبلوا ما أقوله فأنا لكم الكفيل لما تحاذرونه من أمر العجم وأنا لكم مقاسم ومساهم فيما يأتيكم إن لزمتم الكفاف وتمسكتم بالتقوى والعفاف وأعطيكم بمآثر تطيب قلوبكم وربما إذا اجتمعنا كان للمسلمين راحة وللضعفاء؛ قال الله تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم؛ وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) وأنا قد استيقنت فيما مضى كثيرا من أيام ذلك والده إلى يومي هذا ولو كنت محبا لقطيعة ومعتمدا لفرقة لكان من أسرته بالأمس بقرية كدم ما سلم؛ لكن سلمهم الله تعالى ثم من اقتضى فيه رجاء أن يعرف ما أنا عليه وأن يجمع الله بنا شمل المسلمين؛ وأن ينفع بنا الضعفاء والمساكين إلا أني ليشهد أن يكون قد استحل المرعى الوخيم والمسلك الذميم؛ وقد صرت كما قال الشاعر:

صفحه ۳۰۱