هذا إشارة إلى الأذان، وإنما أنث لتأنيث خبره، لأنه هو في المعنى، كما فعل ذلك في قولهم: من كانت أمك؟ و" التامة ": صفة مقيدة للخبر، أي: هذه دعوة تامة في إلزام الحجة وإيجاب الإجابة والمسارعة إلى المدعو إليه، و" الصلاة ": عطف على الخبر، ومعناها الدعاء، و"القائمة ": الدائمة، من: أقام الشيء وأقام عليه: إذا حافظه وداوم عليه، كما قال الشاعر:
أقامت غزالة سوق الضراب
لأهل العراقين حولا قميطا
أي: لا يغيرها شارع ولا يبطلها غاشم، و" الوسيلة ": ما يتقرب إلى غيره، كما قال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة﴾ أي: اتقوه بترك المعاصي، وابتغوا إليه الوسيلة بفعل الطاعات، من: وسل إلى كذا: إذا تقرب إليه.
قال لبيد:
أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم
ألا كل ذي لب إلى الله واسل
والمراد بها هاهنا: منزلة في الجنة، لقوله ﵇ في حديث عبد الله بن عمرو: " ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة "، وإنما سميت وسيلة لأنها منزلة يكون الواصل إليها قريبا من الله تعالى فائزا بلقائه، فيكون كالوصلة التي يتوسل بالوصول إليه