234

تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة

تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة

پژوهشگر

لجنة مختصة بإشراف نور الدين طالب

ناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت

ژانرها

بهذا الفضل لأنهما مشهودتان، تشهدهما ملائكة الليل وملائكة النهار، ولأن الصبح مما يثقل على النفوس، إذ النوم والكسل يغلب عليها في وقته، والعصر يقام عن قيام الأسواق واشتغال الناس بالمعاملات.
والمعنى: أن المسلم إذا حافظ عليهما وأتى بهما كلا في وقتيهما - مع ما فيه من التثاقل والمشاغل - كان الظاهر من حاله أن يحافظ على غيره أشد محافظة، وما عسى يقع منه تفريط فبالحري أن يقع مكفرا، فيغفر له ويدخل الجنة.
...
١٨٠ - ٤٣٤ - وقال:" من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم "، رواه جندب القسري.
" وعن جندب القسري - وهو جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي - أنه ﵇ قال: من صلى الصبح فهو في ذمة الله " الحديث.
المواظبة على صلاة الصبح، لما فيها من الكلفة والمشقة مظنة خلوص الرجل ومئنة إيمانه، ومن كان مؤمنا خالصا فهو في ذمة الله وعهده.
وقوله:" فلا يطلبنكم الله من ذمته " وإن دل ظاهره على النهي عن مطالبة الله إياهم بشيء من عهده، لكن المعنى: نهاهم عما يوجب

1 / 242