============================================================
وكان إماما فى العلوم العقلية والأصول الفقهية والنحو واللغة والتصريف والبيان، وبالديار المصرية القاضى مجد الدين بن الخشاب، وكان من العلماء فى مذهب الإمام الشافعى، والقاضى سعد الدين الحنبلى الحارفى البغدادى قاضى الحنابلة يوميذ، ورسم مولانا السلطان أن لا يكون فى منصبه قاض مستقل للحنابلة بل نائب برتبة قاضى القضاة الشافعى، للحكم بيهم . وفيها توفى الصاحب فخر الدين عمر بن عبد العزيز بن الخليلى . وعيد مولانا السلطان عيد الأضحى على عادته السعيدة فى أعوامه المديدة . ولما جلس السلطان قرأ القارىء عشرا من القرآن، وأنشد شادى المديح هذه الآبيات :
بدوام نصرك بنصر الإسلام
وبنور عصرك تشرق الأيام
وبيمن قولتك الى خضعت لها
دول الملوك تهنأ الأعوام
وببرك الواقى وبأسك قى الوغى
تعلو العلوم وترفع الأعلام
أنت الذى لو رام حاسده كرى
سلت عليه سبوفها الأحلام
أنت الذى أيامه امن الورى
فيها فكل زمانهم إحرام
أنت الذى أبوابه حرم به
أضحت صلاة المكرمات تقام
فمن بالعيد الذى قبلت به
من برك الصدقات والإنعام
وابشر بما أهدى الحجيج من الدعا
بمنى إليك وقد سعوا وأقاموا
لا زلت منصور اللسواء مؤيدا
ما ساح قرى وناح حمام
قال العبد الفقير إلى الله تعالى، جامع هذه السيرة : هذا آخر ما انهيت إليه فى هذه المحلدة المختصرة الموسومة بالتحفة الملوكية فى الدولة التركية المختصة مخدمة الخزانة الشريفة السلطانية الملكية الناصرية، لا برحمت مخضوصة بالشرف، مخدومة بالتحف وقصدت اختصارها لتعجيلها وامجازها للاضراب عن تطويلها، لتحلو مواقعها وتسهل على من يطالعها . ولو سردت تفاصيل السيرة الشريفة السلطانية لأطنبت ، ولو ذكرت غرائب آثارها لأسهبت . وأرجو، إن فسح الله فى الأجل ، أن أبلغ فى سياقة ( مآثرها الشريفة الأمل . وأنا أدعو الله مخلصا أن يديم أيامها ويمد أعوامها حى تتصل
صفحه ۲۳۹