171

دعوا لمولانا السلطان بألسنة متفقة وقالوا هذه النققة منسوبة إلى إحسانه محسوبة من امتنانه لأنها لم تحصل إلا بيركته ولا سمح بها إلا بحركته، فهو النى يسرها وأطلقها وحركها وآنفقها، فن محائبه هطلت وبسببه حصلت. وحصل الجاشنكير على الذم والحسرة والهم كقوله عز وجل إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ). ولعمرى إنه كفر النعمة فحلت به النقمة. وأما الذين عيهم للإمرة فعاندنهم القدرة ، وأول ما اتفق لهم من التعكيس الدال على التنكيس أنهم نزلوا من القلعة ليليسوا التشاريف فى المدرسة، وقد اهتموا غاية الاهمام واجتمع لهم أمم من العوام وجهزوا سماطا لمن ينزل معهم من الأمراء والنقباء والحجاب والخشتاشية والجمدارية والأصحاب، وحملوا الخلع فى البقج ولم يبق إلا أن يلبسوا ويركبوا الركوب المبتهج فقال أحد أرباب النجامة الذين فى الخدمة أن هذا الطالع غير مستقيم (وركوبهم اليوم غير قوبم . فنزلت إليهم الرسالة من أستاذهم بالتأخير، وكان ذلك من فعل المقادير. فلما عادوا إلى القلعة بغير تشاريف أفاض العالمون فى الأراجيف الاوركبوا بعد ذلك بثلاثة أيام فلم يكن عليهم طلاوة ولا لهم فى الأنفس حلاوة . وأظهر الجد فى الحركة، فأخذ الناس فى إنفاق الذهب وإعداد الأهب . وقيل ان من المماليك السلطانية قوما يقصدون التسلل ، فجر دوا بعضا إلى البحيرة وبعضا إلى الصعيد الأعلى قصدا فى التفريق بينهم والتبعيد . وعند عود السلطان من قريب طفس إلى الكرك ليبرم امور هاير اما ويزيد تدبير هاحكامأو يجمع بين ثبات الرأى وثبات الشجاعة ويتصبر ريثما يقرر قواعده ومن الصواب صبر ساعة، فلم يهتد الذين معه إلى ما اهتدى إليه ولا اطلعوا من الصواب على ما أطلعه الله عليه، فهم من أظهر التبرم برجوعه ونسبه إلى تضجيعه وقالوا فيما بيهم أن عسكر مصر مجد فى قصدنا : ومى جاهوا لم يكن لهم دأب غير أخذنا ال ويصطلح السلطان على تسليمنا إليهم ، والخيرة لنا أن تحتال فى الخلاص قبل لات حين مناص - وبلغ السلطان ذلك عنهم وهم انغية والقازانى ومن معهما، فأسره نجيا ولم يبده، وكان ذلك حملهما بالصواب وعدم نظرهما قى الأسباب:

صفحه ۱۹۶