تحفه عامیه در داستان فینیانوس
التحفة العامية في قصة فنيانوس
ژانرها
- شو بدي أعمل؟ المسألة منحوسة، فيها عمار بيوت ومصاريف مانيش قدها، وبالآخر قلت: فتش يا صبي على شي بنت تكون آدمية، بركي بتسلي القرقورة وبتستغني عن عمار البيت. وبلشت يا أفندم إلفي على بنات، شي بالضيعة، شي براة الضيعة، والبنات بها الأيام بحر، لكن خيك فنيانوس ما بيضرب إلا بحجر كبير. الخلاصة قضيت مدة طويلة وأنا على هالحال، ولا يخفاك المصاريف اللي بيتكبدها العازب متل حكايتي، ساعة فوط حرير، وساعة مناديل أويا، وساعة ملبس، ونقولات وفواكه ومواكه وغيره وغيراته. وأخيره بعد كل هالمسائل نتج إن البنت اللي بتعجبني أنا ما بعجبها ، واللي أنا بعجبها هي ما بتعجبني، ومن كتر ما طالت المدة سئمت روحي وزهقت نفسي وكرهت العيشة. لما بفتكر هيك شاب متل الرمح وموش قادر يشوف له شي بنت حلال ينستر هو واياها بجي تا أطق.
وفوق هيك عندي هالعمة بالبيت شايلة ديني بالمقلوب وعاملتني لعوبة؛ تخليني نايم بعز نومتي وتجيني قبل ما يوعى واوي العتيق بكير وتصرخ لي: كفنيانوس! قول لها أنا: شو بدك؟ تقول لي: اوعى، صار الضهر! قوم أنا أفتح عيني تاشوف هالضهر اللي صار، ما لاقي لا في ضو ولا من يحزنون، صير أنا كرفت لها بالدين، قول لها: يا عمتي تركيني، خليني نام! مبارح كنت سهران. تتركني شوية وترجع: ولدي فنيانوس. قول لها أنا: نعم يا تقبريني، شو بتريدي؟ تقول لي: مصلحة يكون طالع عابالك شي أكلة محشي بتنجان؟ أتطلع فيها هيك وقول لها: يا صبر القرد على هالعبكرة هو المحشي بتنجان؟ فنجان شاي مع الحليب جايبة لي. فكي عني بجاه مار طاميش، بتعرفيني هالقد بحب المحشي؟ يقبر اللي هو محشيون إنشالله. ما في فكة، يوم تجيني تعرض علي محشي يبرق، ويوم كروش، ويوم ببا غنوج، ويوم مجدرة، ويوم رشتة، وعد معي من هالأكلات اللي ربوا عاقلبنا علة. وخطرات بتجيني ومتلاية جيابها زبيب وقضامة وتين مطبع، قال إيش ما إيش؟ قال بينفع عالريق! ويوم تجيب لي شقفة كماج ورغيف مرقوق وتقول لي: وقوم كول خبز بطلم. - عمى! شو هدا؟ كمان الخبز بطلم! - هدا يا افندم لما نزلت حضرتها عايروت تا تلاقيني أخدت معها خبز مرقوق، ولما كنا نقعد تا ناكل تقوم تشيل شقفة من خبز الكماج وتحطها فوق لقمة من خبز المرقوق وتاكل، قول لها أنا: شو عمال تاكلي كاعمتي؟ تقول: خبز بطلم. أتطلع فيها أنا وهز براسي وقول لها: شو الخبز وشو الطلم؟ الله سبحانه يطلم لي إياكي. هو الطلم جبن قشقوان! ومن وقت اللي طلعنا من بيروت وهي كل يوم تتروق خبز بطلم، والأنكى أنها بتعزمني، كأنه خروف محشي!
الفصل الخامس عشر
حوادث النوم
والأغرب من كل هالمسائل تخليني نايم بعز نومتي وتجي تصير تبشبش وتصلي فوق مخي، وتصير تحك لي براسي، وتمسد لي صدري وضهري، وتفتل لي شواربي، فتح عيني أنا هيك وقول: يخزيك يا ابليس عنا! ورك فكي عني، تركيني بدي نام، دخل مار عبدا المشمر عيفيني وروحي نامي، بعدنا بنص الليل. ما صدقت أيا ساعة سمعت كلمة مار عبدا المشمر من تمي إلا وقالت: السلام على اسمه! من بكرة بدنا نروح نوفي الندر ونقدم الشمعة اللي جبناها من بيروت. قلت لها: الصباح رباح.
وللمحروسة عمتي أمور وأحوال بمسألة النوم بتنذكر بالخير: ليلة بتنام حد الباب، وليلة باليوك، وليلة حد العامود، وليلة حد مني، بتتنقل متل البسينات المخلفين جديد، وبسبب تنقلها هذا أكلت خبطة مني على وجها عمرها ما بتنسى طعمتها. عيرني سمعك شوية يا ابو الاجران، معلومك إن البيوت ما بتخلى من الفيران وين ما كان، وعندنا بالبيت كم جردون (العياذ بالله) متل الغوال، طول الليل يقرقطوا بالخشب والأواعي حتى اتصلوا للثياب. خطرة كنت حاطط بجيبتي قضامة، إجوا بالليل خرقوا جياب البالطو وأكلوا القضامة، ومن وقتها صرت محروق تا أقتل لي شي جردون. وفي ليلة من الليالي الباردة المعتمة وعيت تقريبا عند نص الليل، شوية سمعت تقرقط بالقرب مني، قلت: مأكد هذا فار عم بيقرقط التياب، كيف بدي أعمل؟ شاورت عقلي تا قوم جيب شي صرماية وأخبطه. لا يا صبي، لا تعمل حركة، بيهرب. شو بدي أعمل؟ ما شو بدي سوي؟ فوق راسي معلق فوطة كبيرة للتنشيف، مديت إيدي عالسكت واستناولتها وصرت أبرمها وأجدلها وعملتها مقرعة، واندرت على مهلي لجهة صوت القرقطة، ورفعت إيدي بالمقرعة بعياقة ونزلت فيها بقلب محروق. طعق! ما سمعت إلا صوت متل صوت الجان، ساعتها عرفت إن الخبطة كانت على مخ عمتي، حالا أنا متل لمح البصر رجعت عالفرشة وتغطيت وصرت شنخر، قامت حضرتها متل المجنونة وتصلب إيدها عا وجها وتقول: بالبيت شياطين! وعلقت الصريخ: يا فنيانوس، قوم ضوي القنديل، الشياطين ضربوني. قمت أنا متل المهوج وضويت القنديل وصرت فرفك بعيني متل اللي بعده ما وعي منيح: ورك شو بك؟ شو اللي جرى لك؟ قالت: الشياطين قتلوني! قلت الها: حاجة بقى! بلا شياطين ولا مياطين! غسلي وصلبي إيدك عا وجك هدا، مدري شو كنت بصرانة بنومك! قالت: كنت واعية وعمال قرقش حمص. قلت الها: ما بيسايل، هدا اللي صابك كان من تقرقط الحمص. ساعتها أنا ما عدت فيني ضبط من الضحك، ولما شافتني عمال أضحك عرفت الزبونة إني أنا اللي ضاربها، وقبل ما تحكي شي حكيت لها الحكاية متل ما هي، صارت هي تضحك من هالفصل وتبكي من الوجع. الجهد لها، هي ضربي بوعي، منيح اللي ما ماتت. أخيرا قلت إلها: حدا بيعمل عملتك وكعمتي؟ كل ليلة بتنامي بمطرح؟ بعلمي نايمة حد العمود، شو جابك لحد مني؟ وكمان شفتي بزمانك حدا بيقرقش حمص وهو نايم؟ تقبري طحيشك.
الفصل السادس عشر
الروحة إلى مار عبدا المشمر
ومن ساعتها ما عادت فكت عني، قال بدها تروح توفي الندر لمار عبدا المشمر وتقدم الشمعة اللي متل الركازة، وحزور قديش يبعد عنا ما عبدا؟ حزر لك حزر. - ساعتين؟ - شو بتقول؟ ساعتين؟ بزوق من تمك، يوم كامل. قال كمان بدنا نروح حافيين، هي المصيبة، وغلبت وأنا أقول لها: يا عمتي - عمى القراق إنشالله - سمعي، قشعي، بلا هالمشوار، عندنا هون مار عبدا اللي من غير تشمير، خلينا نقضيها بلاش هالعذاب. أبدا، ما بيقطع عقلها إلا المشمر، ووقعت بحيرة، لا بقدر بكسر بخاطرها من جهة، ومن جهة ثانية رح تركبني وتشيل ديني، وحرت بأمري يا شيخ، غلبت قدم وأخر معها، ما كانت تريد إلا إصرار، وحياتك غصبتني عالروحة على مار عبدا المشمر (السلام لاسمه) حافي الأقدام، ونتعت الشمعة يا ربي بلا كذب بيطلع خمسة أرطال، وأخذنا زوادة ومشينا، هون نوقع وهون نقوم، وبالآخر شكتها شوكة برجلها وقصرت، ما عاد فيها تمشي. كيف بدنا نعمل؟ ما كيف بدنا نعمل؟ قمت حملتها عا ضهري ومشيت، وكل فشختين تقشط عن ضهري وعود حصلها وأكبس بالدين، أنا حصلها وهي تقشط، بلآخر ركبتها بين كتافي وتمسكت هي بمخي، ولقى إن كان فيك تلقى يا فنيانوس.
وما لحقنا وصلنا عالدير إلا وكانت روحي صارت بمناخيري، نزلتها قبل ما نوصل بشوي حتى لا يشوفونا الناس ويضحكوا علينا. قول لما وصلنا لحد الدير لقينا عياط وضجة ومبتديين من هالأخوخ العتورة عمالين يتقاتلوا، لكن قال بيموت من الضحك، يقول الواحد للتاني: آه يا دقن الخبز. وهداك يقول له: آه يا لحية المخلوطة. يعني ما خرجوا بقتالهن عن موضوع المطبخ، مخلوطة، وخبز، ومجدرة. أخيرا صالحوهم ودخلنا عالكنيسة، وركعت عمتي قدام صورة مار عبدا وبلشت تلبد عاصدرها، ما لحقت وصلت كلمتين إلا وقامت عالقنديل اللي قدام صورة مار عبدا وغطت إيدها بالزيت ومرغت لي وجي وشواربي وراسي، وزرزب الزيت عاتيابي، ولمن شفت لك حالي ممرمغ بالزيت وحالتي بالويل والناس بالكنيسة بيتطلعوا فينا ويضحكوا كلخت لها بالدين، وما عدت قشعت بعيني من كتر الزعل، عملتني يا شيخ متل الحمار، بعيد ما بوجي: حا، حا، هش، هش. وشو ما قالت بده يصير.
صفحه نامشخص