ظهور العباسية
وفي عصره ظهرت العباسية، وذلك أنه لما قتل يحيى بن زيد عليهما السلام، خرج أبو مسلم الخراساني زاعما أنه آخذ بثأر أهل البيت، ثم وضع الملك في العباسية، وسلط الله عليه الملك الثاني فقتله.
وكان عدة ملوك بني العباس سبعة وثلاثين ملكا، أولهم أبو العباس السفاح، واسمه كاسم أخيه عبدالله، وقد سبق نسبهم، وهو الذي أنشده بعض الشعراء - وكان أبقى من بني أمية بقية بعد أن رفع عنهم السيف - هذه الأبيات:
أصبح الملك ثابت الآساس .... بالبهاليل من بني العباس
إلى أن قال:
لا تقيلن عبد شمس عثارا .... واقطعن كل رقلة وغراس
خوفهم أظهر التودد فيهم .... وبهم منكم كحر المواسي
أقصهم أيها الخليفة واقطع .... عنك بالسيف شافة الأرجاس
واذكروا مصرع الحسين وزيدا .... وقتيلا بجانب المهراس
..إلى آخرها.
ثم قتلهم، ولم يبق إلا من له فسحة في الأجل، وانتقم الله منهم، {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا} [الأنعام:129]، وبعد أن تمكنوا، وقع منهم الإغلاظ على آل محمد، والقتل والتشريد، كما قال أبو فراس:
صفحه ۸۴