استطراد في ذكر المجددين:
قال صاحب الشريعة صلوات الله عليه وآله وسلامه: ((يبعث الله لهذه الأمة على كل مائة سنة من يجدد لها دينها))، بهذا اللفظ رواه الأمير الحسين عليه السلام وغيره.
وفي بعض الروايات: ((إن الله يمن على أهل دينه في رأس كل مائة سنة برجل من أهل بيتي يبين لهم أمر دينهم))، وهذا الحديث مما نقلته الأمة واحتجت به، وأخرجه بمعناه أبو داود، والطبراني بسند صحيح، والحاكم في المستدرك.
أفاده أحمد بن عبدالله الوزير، قال: وعلى الجملة فحديث التجديد مجمع عليه بين أهل المذاهب كلها.
وقال الإمام زيد بن علي عليهما السلام - في الكلام الذي رواه عنه صاحب المحيط مخاطبا لأصحابه -: (ويحكم أما علمتم أنه ما من قرن ينشأ إلا بعث الله عز وجل منا رجلا، أو خرج منا رجل حجة على ذلك القرن، علمه من علمه، وجهله من جهله).
قلت: وهذا من مؤدى قول الرسول صلوات الله وسلامه عليه وآله في الخبر الذي روته طوائف الأمة، وأجمع على صحته الخلق، وهو: ((إني تارك فكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض))، وهو من تمام حجج الله على عباده.
وسنبين المجددين، على رؤوس المئين، إلى عصرنا هذا، سنة خمس وستين وثلاثمائة وألف من دون اعتبار بالكسر في السنين، مهما كان يصدق عليه أنه في رأس المائة، كما حقق ذلك بعض علمائنا المحققين.
صفحه ۶۰