واستشهد السبط الأصغر أبو عبدالله الحسين ، وله ست وخمسون سنة ، قتله أجناد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، في كربلاء ، يوم الجمعة عاشر محرم الحرام ، سنة إحدى وستين ، قتل هو وأهل بيته من أولاده وأولاد أخيه الحسن وأولاد الوصي ، لم يخلص منهم إلا من حفظ الله به نسل نبيه ، وكذلك من أولاد عقيل بن أبي طالب ، وأولاد جعفر بن أبي طالب ، ومن أوليائهم صلوات الله على أرواحهم الطاهرة المقدسة .
وبعد قتلهم أظهر الله آيات ، كحمرة السماء والشجرة ، ونبع الدم ، والظلمة ، ولم يشكوا في نزول العذاب.
وأخبر الحسين صلوات الله عليه من حضر قتله من فراعنة الأمة بما عهد إليه الوصي في خطبة طويلة ، وأنبأهم بما يلاقون بعد قتله من أصناف العذاب ، وأن الله سينتقم منهم ، وبتسليط غلام ثقيف ، وغيره من الجبابرة .
هذا، ولم يبق أحد ممن حضر قتل الحسين عليه السلام إلا وعجل الله له العذاب في الدنيا ، فمنهم من أحرق بالنار ، ومنهم من أخذه الجذام ، ومنهم من استهواه الجنون ، ولم يخرج أحد منهم من الدنيا إلا وقد شهر الله عقوبته على رؤوس الخلائق .
أخرج الإمام المرشد بالله بسنده إلى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم ما لفظه : ((أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم : أني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا ، وإني قاتل بابن بنتك سبعين ألفا ، وسبعين ألفا)) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك وغيره .
صفحه ۵۶