ومن الدامغة قوله: (وكم لنا ناصر من شيعة صدقوا ما عاهدوا الله عليه من شيعي ومعتزلي الشيعة الزيدية والمعتزلة منهم وهم أهل علم الكلام وبينهم خلاف في مسألة الإمامة هل النص في علي عليه السلام جلي أم خفي، وفي إمامة المشائخ وهم فرق كثيرة، فأما الزيدية فهم صفوة الشيعة وبطانة أهل البيت الذين عناهم أبو جعفر الدوانيقي في وصيته بقوله: يا بني إنه قد حضرني ما ترى، وقد بنيت لك هذه المدينة لم يبن في الشرك ولا في الإسلام مثلها - يعني بغداد - وجمعت من الأموال والأجناد ما لم يجمعه خليفة قبلي، وإني مخلفك في هذه الأمة وهي خمس فرق: فرقة تعرف بالمرجئة وهم أصحاب قضاء وشهادات فارضخ لهم من دنياك فليس عليك منهم مضر، ومنهم فرقة تعرف بالمعتزلة فإن اشتغلوا بالكلام والجدال فخلهم ليس عليك منهم مضرة، ومنهم فرقة تعرف بالخوارج ولهم مذهب تنفر منهم جميع الأمة ؛ فلا تهتم بهم، ومنهم فرقة تعرف بالإمامية وينتظرون إماما معه المعجز يتكلم السيف في يده وذلك لا يكون، الفرقة الخامسة تعرف بالزيدية يرون القيام مع كل من قام من الفاطميين ويعتقدون ذلك دينا وفرضا عليهم فلا يزال همك وشغلك الأهم فليس آفة دولتك إلا منهم فأنفق مالك وأجنادك في أمرهم.
وقال الرشيد ابن ابنه: ما لي عدو سوى الزيدية الذي كلما قام قائم من الفاطميين أخذ الواحد منهم سيفه وكفنه وحنوطه ويتقدم يقاتل بين يديه حتى يقتل.
فالزيدية هم أنصار الدين، وحماة الحقائق، قال في كاشف الغمة: ومن المأثور: جنود السماء الملائكة، وجنود الأرض الزيدية.
صفحه ۴۵