وقال صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه الإمام المنصور بالله عليه السلام: ((من سره أن يحيا حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل جنة عدن التي غرسها ربي بيده، فليتول علي بن أبي طالب، وأوصياءه فهم الأولياء والأئمة من بعدي، أعطاهم الله علمي وفهمي، وهم عترتي من لحمي ودمي، إلى الله أشكو من ظالمهم من أمتي، والله لتقتلنهم أمتي لا أنالهم الله عز وجل شفاعتي)).
وله طرق في كتب السنة قد استوفينا المختار منها في كتابنا (لوامع الأنوار) نفع الله به، وسيأتي في الفصل الأخير من هذا الكتاب ما فيه بلاغ لقوم عابدين.
وفي الخبر الذي رواه الإمام أبو طالب بإسناد أهل البيت صلوات الله عليهم، إلى أمير المؤمنين عليه السلام، قال: (زارنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعملنا له خزيرة...) وساق الحديث حتى قال - حاكيا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم -: (ثم استقبل القبلة، فدعا الله جل ذكره ما شاء، ثم أكب إلى الأرض بدموع غزيرة مثل المطر، ثم أكب إلى الأرض ففعل ذلك ثلاث مرات، فهبنا أن نسأله، فوثب الحسين فأكب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبكى، فضمه إليه، وقال له: بأبي أنت وأمي وما يبكيك؟ فقال: يا أبت رأيتك تصنع ما لم تصنع مثله، فقال: يا بني إني سررت بكم اليوم سرورا لم أسر بكم قبله مثله، وإن حبيبي جبريل أتاني فأخبرني أنكم قتلى، وأن مصارعكم شتى، فأحزنني ذلك، فدعوت الله لكم، فقال الحسين عليه السلام: يا رسول الله، من يزورنا على تشتتنا وتباعد قبورنا؟!، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((طائفة من أمتي، يريدون بذلك بري وصلتي، إذا كان يوم القيامة زرتهم بالموقف، فأخذت بأعضادهم، فأنجيهم من أهوالها وشدائدها)).
صفحه ۴۳