قلت: ورجح العلماء دعوة الإمام عز الدين عليه السلام، والتزموا إمامته، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب، وعلم الحقائق لله تعالى، وليس لنا غرض كما علم الله في العدول عن الحق، والصد عن الصدق، كيف والله سبحانه يقول: {ياأيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين} [النساء:135]، ونعوذ بالله أن نكون ممن مال به الهوى، وعدل عن السواء، كيف وذلك لا يورث إلا الندامة، ولا يثمر إلا الحسرة في القيامة، وأما هم فقد أفضوا إلى ربهم، وقد كشفت لك جلية الحال، وإن كان مما مرجعه إلى معاملة ذي الجلال، فقد تتطرق الأوهام، وتتسارع الأفهام، ومثل هذا يجب بيانه كما لا يخفى على ذوي الأنظار الراجحة، والمقاصد الصالحة، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبين أشياء دفعا للخواطر، وإماطة للشكوك، وهو في مقام النبوة ومحل الرسالة، وما أدراك ما الخطأ، ثم ما أدراك ما الخطأ، نسأل الله الاستقامة والعصمة والسلامة، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
قال السيد العلامة عبدالله بن علي بن محمد بن عبد الإله بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير المتوفى سنة ألف ومائة وسبع وأربعين بصنعاء عن ثلاث وسبعين سنة في تتمته البسامة:
وفي ابن وهاس الداعي وقائمنا .... واليحيوي إمام الثأر والأثر
قضت بنصر وخذلان ولا عجب .... فالملك ما بين مخذول ومنتصر
أفضت إلى القائم الهادي وقد درجت .... أقرانه فأفاض العدل في البشر
وأظفرت يوم (نسرين) الأمير على .... جند الإمام وكان الرأي في حذر
صفحه ۳۳۲