ملكت فاسجح منعما يا ابن فاطم .... وشيد مباني هاشم ذي المكارم
وإن كنت قد بلغت عني مقالة .... فقد تبت يا مولاي توبة نادم
..إلى قوله عليه السلام: فلذتي في الدنيا قتاله وقتال أمثاله من أعداء الله تعالى، وقد نغصت عليه وعلى غيره من أهل الدنيا دنياهم في كل ناحية، ولي اليوم نيف وعشرون سنة، كلما فرغت من حرب قوم من الظالمين، قمت بحرب آخرين من أعداء رب العالمين، وإني لا أبرح كذلك حتى أموت.
..إلى قوله: فليعلم أن الداء الذي لا دواء له هو الموت، وأنا له كذلك إن شاء الله تعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((نحن السم فمن شاء فليستم، ونحن الشم فمن شاء فليشتم))، وأنا له جاء ولضده دواء، فليعلم ذلك والسلام، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
قلت: وقد ظهر أنهم تابوا لما في رسالة بخط الأمير الحسين بن محمد ذكر أنها من رسائل الإمام أحمد بن سليمان أجاب بها على فليته، وقد اعترض عليه في الإستعانة بهمدان، فرد عليه بكلام قال فيه: فأما السلطان الأجل علي بن حاتم - فإنه مبائن للباطنية بالقول والفعل محارب لهم على ذلك هو وأبوه وجده، أما هو فحربه لهم مشهور ظاهر، وأما أبوه حاتم فكان يمقت الباطنية، ويتبرأ منهم..إلخ، وله شعر يقول فيه:
بريت من الذئيب ومن علي .... ومن ماذون همدان بريت
مواذين عموا وغووا هداهم .... فإن شايعتهم فلقد عميت
ظموا ورويت من ماء معين .... ولو أني صحبتهم ظميت
شقوا بخلافهم للدين حقا .... وخالفت الغواة فما شقيت
ولو أني أشاء شهرت منهم .... فضائح لا تواريها البيوت
أأخشى الناس في ديني وأعصي .... كأني بعد ذلك لا أموت
وقومي مذكر وشبا حسامي .... لسان مثله لولا الصموت
فإن ترني وإياهم جميعا .... فقل كيف التقى ضب وحوت
ولو وردوا الفرات لنجسوه .... ولم يك طاهرا حتى يموتوا
صفحه ۲۷۰