إذا كان فضل المرء في الناس ظاهرا .... فليس بمحتاج إلى كثرة الوصف وما نشر الله في أقطار الدنيا أنواره، وبث في اليمن الميمون بركاته وآثاره - منذ أحد عشر قرنا - إلا لشأن عظيم، ولقد ملأ اليمن أمنا وإيمانا، وعلما وعدلا، ومساجد ومعاهد، وأئمة هدى، وما أصدق قول القائل فيه عليه السلام:
فسائل الشهب عنه في مطالعها .... والفجر حين بدا والصبح حين أضا
سل سنة المصطفى عن نجل صاحبها .... من علم الناس مسنونا ومفترضا
وكراماته المنيرة، وبركاته المعلومة الشهيرة مشرقة الأنوار، دائمة الاستمرار على مرور الأعصار، وما أحقه بقول القائل في جده الحسين السبط صلوات الله عليه:
أرادوا ليخفوا قبره عن وليه .... فطيب تراب القبر دل على القبر
بينه وبين الدعام:
ومن قصيدة له عليه السلام إلى الدعام بن إبراهيم الأرحبي، يحثه على الجهاد في سبيل الله، ويذكر سوابق همدان مع أمير المؤمنين وأخي سيد المرسلين، صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين:
انهض فقد أمكنتنا فرصة اليمن .... وصل فضائل كانت أول الزمن
وسابقات وإكراما ومكرمة .... كانت مع الطاهر الهادي أبي الحسن
ويوم صفين والفرسان معلمة .... تخوض في غمرات الموت في الجنن
والروح حام ويوم النهروان لكم .... والنقع مرتفع بالبيض والحصن
ونصرهم لأمير المؤمنين على .... محض المودة والإحياء للسنن
وقم فزد شرفا يعلو على شرف .... في حي همدان والأحياء من يمن
ففيك ذاك بحمد الله نعرفه .... إذ أنت ليث الوغا في السلم والفتن
واستغنم الأمر نهضا يا دعام به .... ما دام روح حياة النفس في البدن
...إلى آخرها.
صفحه ۲۰۲