تحف شرح زلف
التحف شرح الزلف
ژانرها
وتارة تفترش الخصيان، وتأتي الذكران، وتترك الصلوات صاحيا وسكران، لا يشغلك ذلك عن قتل أولياء الله، وانتهاك محارم الله، فسبحان الله ما أعظم حلمه، وأكثر أناته عنك وعن أمثالك، ولكنه تبارك وتعالى لا يعجل بالعقوبة، وكيف يعجل وهو لا يخاف الفوت، وهو شديد العقاب.
فأما ما دعوتني إليه من الأمان، وبذلت لي من الأموال، فمثلي لا تثني الرغائب عزمته، ولا تنحل لخطير همته، ولا يبطل سعيا باقيا مع الأيام أثره، ولا يترك جزيلا عند الله أجره بمال فان وعار باق، هذه صفقة خاسرة، وتجارة بائرة، استعصم الله منها، وأسأله أن يعيذني من مثلها بمنه وطوله.
أفأبيع المسلمين وقد سمت إلي أبصارهم، أفأبيع خطيري بمالكم، وشرف موقفي بدراهمكم، وألبس العار والشنار بمقامكم، لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين.
والله ما أكلي إلا الجشب، ولا لبسي إلا الخشن، ولا شعاري إلا الدرع، ولا صاحبي إلا السيف، ولا فراشي إلا الأرض، ولا شهوتي من الدنيا إلا لقاؤكم، والرغبة في مجاهدتكم ولو موقفا واحدا، انتظار إحدى الحسنيين في ذلك كله في ظفر أو شهادة.
وبعد، فإن لنا على الله وعدا لا يخلفه، وحتما سوف ينجزه حيث يقول: {وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا} [النور:55].
وهو الذي يقول عز قائلا: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين} [القصص:5].
صفحه ۱۲۷