ولما كان اتصال الدين بآل محمد، ومعين العلوم من مناهلهم تورد، لا جرم تعين على من التزم الإستمساك بالعروة الوثقى، والمشي على سنن الفرقة الوسطى، أن لا يجهل أحوال من بهم اقتدى، وبهداهم اهتدى.
نعم، وسنبين إن شاء الله تعالى بعد كل بيت من فيه من الأئمة، ونسبه، وتاريخه، ومؤلفاته، وأولاده، ولمعة من أخباره.
وإنما دعا إلى ذلك - مع توفر الشواغل، واعتوار العوامل -، توجه الطلب ممن تنبغي إجابته، وأنه لم يكن لأصحابنا مؤلف جامع للمقصود، وإنما يقتصر المؤلف منهم على طائفة ممن اختار ذكرهم ويترك كثيرا ممن سبقه من أئمة الهدى المتفق على إمامتهم إحالة على من سواه، مع عدم التحقيق للمهم من أنسابهم، ومؤلفاتهم ونحوها، والإطناب في غيره.
وأما من الأيام الأخير فليس ثمة ما يعتمد عليه سوى مختصرات في ذكر بعض القائمين وترك الآخرين مع اشتمالها على الخبط الكثير، كما يعلم ذلك المطلع الخبير.
وقد أردنا الاستكمال لما أشرنا بإعانة الله وتسديده على أبلغ ما يمكن من الاختصار، وقد يكون بعض البسط عند ذكر الأئمة السابقين لاقتضاء المقام ذلك، وكذا بعض المتأخرين، الذين لم تكن قد دونت سيرهم في المؤلفات الكبار، ونتعرض لفوائد نافعة إن شار الله من فنون العلم ليست من مقاصد السير، ونلمح إلى عيون أصحاب الأئمة عليهم السلام المعتمد عليهم في الرواية والدراية، من نجوم علمائهم وأشياعهم رضي الله عنهم، ونجعل عوض الإطناب في السير والأخبار تلك الفوائد العلمية التي هي أجل نفعا، وأعظم موقعا.
صفحه ۱۸