Training Advocates on Rhetorical Methods

عبد الرب نواب الدين d. Unknown
64

Training Advocates on Rhetorical Methods

تدريب الدعاة على الأساليب البيانية

ناشر

الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة

شماره نسخه

العدد ١٢٨-السنة-٣٧

سال انتشار

١٤٢٥هـ

ژانرها

ولصدق الخطيب الواعظ معنى آخر وهو أن يكون ذا سمت ووقار بأن يكون مشتغلا بمعالي الأمور مترفعا عن سفاسفها، خيره مبذول وشره مكفوف أصدق الناس لهجة وأمضاهم عزيمة وأقربهم إلى البر والرشد لا يلهو مع اللاهين ولا يغفل مع الغافلين، وقد جاء في صفة النبي ﷺ فيما رواه الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما قال: سألت خالي هند بن أبي هالة وكان وصافا قلت: صف لي منطق رسول الله ﷺ، قال: «كان رسول الله ﷺ متواصل الأحزان دائم الفكرة ليست له راحة طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ويتكلم بجوامع الكلم كلامه فصل لا فضول ولا تقصير ليس بالجافي ولا المهين يعظم النعمة وإن دقت لا يذم منها شيئا غير أنه لم يكن يذم ذواقا ولا يمدحه ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها فإذا تعدي الحق لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا اتصل بها وضرب براحته اليمنى بطن إبهامه اليسرى وإذا غضب أعرض وأشاح وإذا فرح غض طرفه جل ضحكه التبسم يفتر عن مثل حب الغمام» (١) . ومما يذكر في هذا الصدد من سير الخلفاء ﵃ ما رواه سالم عن أبيه قال كان عمر بن الخطاب إذا نهى الناس عن شيء دخل إلى أهله أو قال جمع فقال إني نهيت عن كذا وكذا والناس إنما ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم فإن وقعتم وقعوا وإن هبتم هابوا وإني والله لا أوتى برجل منكم وقع في شيء مما نهيت عنه الناس إلا أضعفت له العقوبة لمكانه مني فمن شاء فليتقدم

(١) الشمائل المحمدية: الترمذي باب كيف كان كلام رسول الله ﷺ ص ١٨٤ - ١٨٥

1 / 390