ثم لم يزل الشيخ -على عادته- يعلم الناس، ويلقي الدروس في أنواع العلوم (١).
وفي سنة ست وعشرين وسبعمائة وقع كلام في مسألة شد الرحال (٢)، وإعمال المطي إلى قبور الأنبياء والصالحين، وكثر القيل والقال بسبب عثور أهل الأهواء على جواب للشيخ في هذه المسألة حرف فيه، ونقل عنه ما لم يقل به، وقد تحققت مآرب أعدائه عندما ورد مرسوم السلطان بسجنه في القلعة يوم الإثنين السادس من شهر شعبان من السنة المذكورة وقد ظهر صدق توكله ﵀ واعتماده على ربه عندما أظهر السرور بذلك، وقال: أنا كنت منتظرًا ذلك، وفيه خير عظيم (٣).
وفاته:
بقي الشيخ ﵀ مقيمًا بالقلعة سنتين وثلاثة أشهر وأيامًا ولم يزل في هذه المدة مكبًا على العبادة والتلاوة والتصنيف والرد على المخالفين إلى أن توفي ليلة الإثنين العشرين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة من الهجرة.
﵀ رحمة واسعة، وأجزل مثوبته، وأسكنه فسيح جناته.
_________
(١) انظر بتصرف: العقود الدرية -لابن عبد الهادي- ص: ٣٢٥ - ٣٢٧.
والكواكب الدرية -لمرعي الحنبلي- ص: ١٤٥ - ١٤٧.
(٢) أورد ابن عبد الهادي في "العقود الدرية" ص: ٣٣٠ - ٣٦٠ صورة السؤال عن هذه المسألة وجواب الشيخ عنه وما وقع فيه من التحريف.
وقد بسط الشيخ -يرحمه الله- الكلام على هذه المسألة في عدد من كتبه، انظر: قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة- وبخاصة ص: ٧١ فما بعدها.
اقتضاء الصراط المستقيم- ٢/ ٧٦١ - ٧٦٦، ٨٠٣ - ٨٠٧.
ومجموع الفتاوى- ج ٢٧ - وبخاصة ٢٥ - ٣٥، ٣٤٢ - ٣٨٥.
(٣) انظر: العقود الدرية -لابن عبد الهادي- ص: ٣٢٥ - ٣٢٩.
والكواكب الدرية -لمرعي الحنبلي- ص: ١٤٨، ١٤٩.
1 / 51