السلطان، وحضر ابن عدلان، وتكلم معه الشَّيخ شرف الدين، وناظره وبحث معه، وظهر عليه (١).
وفي شهر صفر (٢) من سنة سبع وسبعمائة، اجتمع القاضي بدر الدين بن جماعة بالشَّيخ تقي الدين في دار الأوحدي بالقلعة بكرة الجمعة، وتفرقا قبل الصَّلاة، وطال بينهما الكلام.
وفي شهر ربيع الأول (٣) من هذه السنة دخل الأمير حسام الدين مهنا بن عيسى -ملك العرب- إلى مصر، وحضر بنفسه إلى الجب، فأخرج الشَّيخ تقي الدين -بعد أن استأذن في ذلك- إلى دار نائب السلطنة بالقلعة، وحضر بعض الفقهاء، وحصل بينهم بحث كبير، وفرقت بينهم صلاة الجمعة.
ثم اجتمعوا إلى المغرب، ولم ينفصل الأمر (٤).
ثم اجتمعوا يوم الأحد بمرسوم السلطان، وحضر جماعة من الفقهاء ولم يحضر القضاة، وطلبوا، فاعتذر بعضهم بالمرض، وبعضهم بغيره (٥)، وانفصل المجلس على خير، وبات الشَّيخ عند نائب السلطنة.
وكتب ﵀ بكرة الإثنين كتابًا إلى دمشق يتضمن خروجه، وإقامته بدار شقير بالقاهرة، وأن نائب السلطان طلب تأخره عن الأمير مهنا أيامًا ليرى النَّاس فضله، ويحصل لهم الاجتماع به.
وكانت مدة إقامته ﵀ بالسجن ثمانية عشر شهرًا (٦).
بقي الشَّيخ نحو ستة أشهر أو تزيد يدعو النَّاس ويرشدهم، وانتفع به
_________
(١) انظر: البداية والنهاية -لابن كثير- ١٤/ ٢٦، ٢٧.
والكواكب الدرية -لمرعي الحنبلي- ص: ١٢٩ - ١٣١.
(٢) يوم الجمعة رابع عشر منه.
(٣) يوم الجمعة الثالث والعشرين منه.
(٤) انظر: العقود الدرية -لابن عبد الهادي- ص: ٢٥٢، ٢٥٣.
(٥) وذلك كما يقول ابن كثير: "لمعرفتهم بما ابن تيمية منطوي عليه من العلوم والأدلة وأن أحدًا من الحاضرين لا يطيقه".
(٦) انظر: البداية والنهاية لابن كثير- ١٤/ ٣٩.
والكواكب الدرية -لمرعي الحنبلي- ص: ١٣١.
1 / 47