تلك الرائحة: وقصص أخرى
تلك الرائحة: وقصص أخرى
ژانرها
فيجيب: «لا بأس.»
وفي اللحظة التي انتبه فيها سيد من النوم تمثلت له على الفور غرفة رئيس القسم عندما هب واقفا محتقن الوجه ليعلن في صوت حاسم: «لا بد من إجراء تحقيق.»
لكن رئيس القسم هو الذي كان مسئولا عن كل ما جرى؛ فما كان له أن يعلن في استهانة أن مشكلة التاريخ بسيطة للغاية لا تحتاج لكل هذا النقاش؛ إذ انتفض سيد عند ذلك - ربما لأول مرة في حياته الوظيفية - مؤكدا أن أمورا كثيرة تتوقف على هذه القضية البسيطة، وأنها على أية حال محاولة لمحاربة الجهل والتواكل. وهي إشارة اعتبرها سليمان إهانة له، فرد معرضا بذقن سيد التي لم ينبت لها شعر حتى الآن. هكذا رفع سيد يده - لأول مرة في حياته بالتأكيد - وصفع سليمان على وجهه.
انتزعه من غرفة رئيس القسم قول أبيه: «ما رأيكم لو يذهب سيد وحده ويأتي لنا بالطفل؟»
فمنذ زمن بعيد، وبناء على تأكيدات الأطباء، فقد كل أمل في أن يستمر اسمه في الأرض عن طريق سيد. ورغم أن ابن فادية لن يحمل هذا الاسم، إلا أنه بالتأكيد يحمل نصيبا كبيرا من دمائه. وها هو الآن يحرم من رؤيته وهو على عتبة الموت.
شعرت الأم عندما فكرت في الاقتراح الجديد أنه لن يحقق لها الانتصار التام على زوج ابنتها؛ فقد كان فيه نوع من الإقرار بضعفهما، والأفضل أن يجدا وسيلة ترغمه على أن يأتي بالطفل صاغرا أو على الأقل يسمح لفادية بذلك.
قالت في غير حماس: «وهل سيقبل؟ سأقول لفادية على أية حال إذا تكلمت»
وكانوا جميعا يفكرون في نفس الموضوع عندما قال الأب في صوته المحايد: «ترى .. ماذا يكون مآل الشقة؟»
كانت الشقة المشار إليها كبيرة، عبارة عن الطابق الأول من منزل قديم ذي حديقة، لكن أثاثها كله كان جديدا.
قالت الأم: «ربما أجروها مفروشة، أو تركها لأحد من إخوته.»
صفحه نامشخص