فأجاب صاحب المعبد قائلا: «لقد أخطأ دهاؤك مرمى رتشارد، أنا أعلم هوى الملك مما وسوس لي رئيس الأساقفة، ومن ضربتك القاضية التي ضربت بذلك العلم؛ ألم تنقض بتقدير لا يزيد عما يستحق ذراعان من الحرير المزركش؟! أي مركيز منتسرا، لقد خبت منك شعلة ذكائك، وسوف لا أثق بعد اليوم في مكائدك الدقيقة الحبك، ولأعمدن إلى حيلتي. هلا سمعت بأولئك القوم الذين يسميهم الأعراب بالخوارج؟»
فأجاب المركيز بقوله: «لا مراء في أنهم قوم تملك اليأس قلوبهم، وسلبت الغيرة عقولهم؛ وقفوا حياتهم على نصرة الدين - وبينهم وبين أصحاب المعبد في هذا بعض الشبه - إلا أنا ما عرفنا عنهم قط أنهم وقفوا لحظة عن السير في سبيل دعوتهم.»
فأجاب الراهب عابسا مقطب الوجه وقال: «صاح لا تمزح، واعلم أن واحدا من أولئك الرجال قد ذكر - في يمين غليظة أقسمها - اسم عاهل الجزيرة ذاك، وأقسم لينادين به ألد أعداء دين الإسلام.»
فقال كنراد: «أعدل به من أممي مشرك، وما أجدره بجنات الخلد جزاء له!»
فقال الرئيس الأعظم: «لقد هداه إلى المعسكر واحد من أتباعنا، ولما سئل سرا أقر إلي صراحة بمرماه الثابت الذي اعتزم.»
فأجاب كنراد: «اللهم اغفر لأولئك الذين وقفوا في سبيل هذا «الخارجي» العادل!»
فرد عليه صاحب المعبد وقال: «هو الآن سجيني، وأظنك تعلم أنه قد حرم عليه أن يتحدث إلى غيره، ولكن السجون قد هوجمت
1
و...»
فأجاب المركيز: «... وكانت السلاسل مسترخية، فلاذ الأسرى بالفرار. وقديما قيل: ليس من جب أكيد غير القبر.»
صفحه نامشخص