198

تاج‌ها در پادشاهان حمیر

التيجان في ملوك حمير

ویرایشگر

مركز الدراسات والأبحاث اليمنية

ناشر

مركز الدراسات والأبحاث اليمنية

ویراست

الأولى

سال انتشار

۱۳۴۷ ه.ق

محل انتشار

صنعاء

مناطق
مصر
امپراتوری‌ها
خلفا در عراق
لي: نعم، كان مهليل ينزل المطابخ، وكان منزله الأزهر وكان بجوار البهلول، فلقيت رقية بنت البهلول ميًا ابنة مهليل فقالت لها مي: ما كان من شأنك ومضاض؟ فأعلمتها، فقالت لها: ظلمتيه يا مي بالله ما كان بيني وبينه قط سبب ولا كتمته غي استسقائي منه الماء وذلك أني كدت أموت عطشًا، واحتشمت أن أقف إلى السدنة، ولم أر من أعرفه من أهل الطواف، ولما رأيت مضاضًا حملتني إليه دلة القرابة وحداثة سنه فكلمته فسقاني، ثم ما رأيته بعدها إلى يومي هذا. قالت لها مي: فهل كان منك إليه شعر ومنه إليك شعر؟ قال لها: لا والله ما كان بيني وبينه كلمة غير استسقائي الماء إليه. وآتاها علم أمر قبيس وما وشى بينهما، فندمت على ما كان منها إليه، وبعث إليه، فلم تجده وتعاظم شوقها لما علمت من كلفه بها وبراءته مما أنطقته به. فبينما هي تسأل عنه وتلتمس من لقيه إذ نعي إليها، فتوارت عن الحي إلى تلعة أمام الحي وتبعتها جارية من الحي يقال لها سلمى من بنات عمها كانت مؤانسة لها مطلعة على أسرارها فوجدتها ساكتة تنظر يمينًا وشمالًا كأنها جنت. قالت: ي مي أراك هبلاء وقد مات مضاض؟ قالت لها: قسوة أدركتني منعتني الدمع، وفي الدمع إراحة، لو أصبت إليه سبيلًا. فلما سمعت نساء الحي ينتحبن وعلت أصواتهن أجابها الدمع
فبكت، وأنشأت تقول شعرًا:
آيا موطن الموت الذي فيه قبره ... سقتك الغوادي الساريات الهوامع
ويا ساكنًا بالدوحتين مغيبا ... لأن طرت عن ألف فالقك تابع
ثم قالت:
أيا شجر الزيتون ضميت مهجة ... أنت هضبة من دونها ورياض

1 / 206