التبيان في تفسير القرآن

شیخ طوسی d. 460 AH
94

التبيان في تفسير القرآن

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

ژانرها

تفسیر

تفسير التبيان ج1

وما فيه من البرق بما فيه من إظهار الاسلام من حقن دمائهم ومناكحتهم ومواريثهم وما فيه من الصواعق بما في الاسلام من الزواجر بالعقاب في العاجل والآجل والرابع - أنه ضرب الصيب مثلا بضرب إيمان المنافق ومثل ما في الظلمات بضلالته وما فيه من البرق بنور إيمانه ومافيه من الصواعق بهلاك نفاقه والوجه الاخير اشبه بالظاهر وأليق بما تقدم.

وروي عن ابن مسعود وجماعة من الصحابة: أن رجلين من المنافقين من أهل المدينة هربا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاصابهما المطر الذي ذكره الله (فيه رعد شديد وصواعق وبرق) فجعلا كلما اصابتهما الصواعق جعلا أصابعهما في آذانهما من الفرق(1) أن تدخل الصواعق في آذانهما فتقتلهما واذا لمع البرق مشيا في ضوئه واذا لم يلمع لم يبصرا فاقاما في مكانهما لا يمشيان فجعلا يقولان: ليتنا قد اصبحنا فنأني محمدا فنضع أيدينا في يده فاصبحا فاتياه وأسلما وحسن إسلامهما فضرب الله شأن هذين المنافقين مثلا لمنافقي المدينة وأنهم اذا حضروا النبي صلى الله عليه وآله جعلوا أصابعهم فرقا من كلام النبي صلى الله عليه وآله أن ينزل فيهم شئ كما قام ذانك المنافقان يجعلان أصابعهما في آذانهما (واذا أضاء لهم مشوا فيه): يعني اذا كثرت اموالهم وأصابوا غنيمة وفتحا مشوا فيه وقالوا دين محمد (صلى الله عليه وآله) صحيح (واذا أظلم عليهم قاموا): يعني اذا أهلكت أموالهم وولد البنات واصابهم البلاء قالوا: هدا من أجل دين محمد صلى الله عليه وآله وارتدوا كما قام ذانك المنافقان اذا أظلم البرق عليهما ويقوي عندي أن هذا مثل آخر ضربه الله بالرعد والبرق ولما هم فيه من الحيرة والالتباس يقول لا يرجعون إلى الحق إلا خلسا كما يلمع البرق ثم يعودون إلى ضلالهم واصلهم الذي هم عليه ثابتون واليه يرجعون والكفر كظلمة الليل والمطر الذي يعرض في خلالهما البرق لمعا وهم في

---

(1) الفرق: الخوف تفسير التبيان ج1

صفحه ۹۳