التبيان في تفسير القرآن
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
ژانرها
تفسير التبيان ج1
قوله تعالى: وظللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم المن والسلوى
كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون(57)
آية بلا خلاف.
قوله: " وظللنا " عطف على قوله " ثم بعثناكم من بعد موتكم " وكأن التقدير ثم بعثناكم من بعد موتكم وظللنا عليكم الغمام. والظلمة والغمامة والسترة نظائر في اللغة.
تقول: ظل يظل ظلولا.
واظل اظلالا. واستظل واستظلالا. وتظلل تظللا. وظلله تظليلا.
قال صاحب العين: تقول ظل نهاره فلان صائما.
ولاتقول العرب: ظل إلا لكل عمل بالنهار. كما لا تقول: بات إلا بالليل. وربما جاءت ظل في اشعارهم نادرا.
ومن العرب من يحذف لام ظللت، ونحوها فاما اهل الحجاز فيكسرون الظاء على كسر اللام التي القيت فيقولون: ظللنا وظللتم.
كما قال تعالى " فظللتم تفكهون "(1) والمصدر: الظلول. فالامر فيه اظلل والظل ضد القبح ونقيضه.
ويقال لسواد الليل، فيسمى ظلا. وجمعه ظلال.
قال الله تعالى: " الم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا "(2) يعني الليل.
والظل في كلام العرب هو الليل.
وتقول اظلتني هذه الشجرة اظلالا.
والمكان الظليل: الدائم الظل. وقد دامت ظلاله.
والظلة كهيئة الصفة، وقوله: " عذاب يوم الظلة "(3) يقال هو عذاب يوم الصفة. والظلة البرطلة.
والاظلال: الدنو يقول قد اظلك فلان اي كأنه القى عليك ظله من قربه.
وتقول لا تجاوز ظل ظلك وملاعب ظله: طائر يسمى بذلك.
والاظل: باطن منسم البعير وجمعه اظلال قال الشاعر: يشكو الوجى من اظلل واظلل
---
(1) سورة الواقعة آية: 65.
(2) سورة الفرقان آية: 45.
(3) سورة الشعراء آية: 189.
صفحه ۲۵۴