150

التبيان في تفسير القرآن

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

ژانرها

تفسیر

تفسير التبيان ج1

في تفاسيرنا، ثم اختلف من قال: إنه كان منهم: فمنهم من قال: إنه كان خازنا على الجنان، ومنهم من قال: كان له سلطان سماء الدنيا وسلطان الارض، ومنهم من قال: إنه كان يسوس ما بين السماء إلى الارض وقال الحسن البصري وقتادة في رواية ابن زبد والبلخي والرماني وغيره من المتأخرين: انه لم يكن من الملائكة وان الاستثناء في الآية استثناء منقطع كقوله تعالى: (ما لهم به من علم الا اتباع الظن)(1) قوله: (فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون الا رحمة منا)(2) كقوله: (لا عاصم اليوم من الامر الله الا من رحم)(3).

كقول الشاعر - وهو النابغة

وقفت فيها اصيلا كي اسائلها

اعيت جوابا وما بالربع من احد

إلا الاواري لايا ما ابينها

والئوي كالحوض بالمظلومة الجلد(4)

انشد سيبويه:

والحرب لا يبقى لجاحمها التخيل والمراح

إلا الفتى الصبار في النجدات والفرس الوقاح(5)

وقال آخر:

وبلدة ليس بها انيس

إلا اليعافير وإلا العيس(6)

واستدل الرماني على أنه لم يكن من الملائكة باشياء: منها - قوله: " لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " فنفى عنهم المعصية نفيا عاما والثاني - انه قال: " إلا إبليس كان من الجن " ومتى اطلق لفظ الجن لم

---

(1) سورة النساء: آية 156.

(2) سورة يس: آية 43 و44.

(3) سورة هود: آية 43.

(4) مر القول في هذا البيت وايضا في المطبوعة " لا اسائلها ".

(5) جحم - من الحرب - معظمها وشدة القتل في معركتها - القاموس - الوقاح: الحافر الصلب - القاموس.

(6) اليعافير: ج يعفور وهو الظبي العيس: الابل البيض يخالط بياضها شقرة وهو اعيس وهي عيساء.

صفحه ۱۴۹