العقبة قد فسرت بمجموع أمور فاقتحامها فعل كل واحد منها فأغنى ذلك عن تكريرها فكأنه قال فلا فك رقبة ولا أطعم ولا كان من الذين آمنوا
وقراءة من قرأ ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ بالفعل كأنها أرجح من قراءة من قرأها بالمصدر لأن قوله ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ﴾ على حد قوله ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ﴾ ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ﴾ ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَة﴾ ونظائره تعظيمًا لشأن العقبة وتفخيمًا لأمرها وهي جملة اعتراض بين المفسر والمفسر فإن قوله ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ تفسير لاقتحام العقبة مكان شاق كؤود يقتحمه الناس حتى يصلوا إلى الجنة واقتحامه بفعل هذه الأمور فمن فعلها فقد اقتحم العقبة ويدل على ذلك قوله تعالى ﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ وهذا عطف على قوله ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ والأحسن تناسب هذه الجمل المعطوفة التي هي تفسير لما ذكر أولًا
وأيضًا فإن من قرأها بالمصدر المضاف فلا بد له من تقدير وهو ما أدراك ما اقتحام العقبة واقتحامها فك رقبة وأيضًا فمن قرأها بالفعل فقد طابق بين المفسر وما فسره ومن قرأها بالمصدر فقد
1 / 41