ذلك المكان حتى يعود بدنه إلى حالته الأولى، ثم يفقد ذلك الاستلذاذ مع عود بدنه إلى الحالة الأولى، وتكون شدة التذاذه بهذا المكان بمقدار شدة إبلاغ الحر إليه وسرعة هذا المكان في تبريده. وبهذا المعنى حد الفلاسفة الطبيعيون اللذة، فإن حد اللذة عندهم هو رجوع إلى الطبيعة. ولأن الأذى والخروج عن الطبيعة ربما حدث قليلا في زمان طويل، ثم حدث بعقبه رجوع إلى الطبيعة دفعة في زمان قصير صار في مثل هذه الحال يفوتنا الحس بالمؤذي ويتضاعف بيان الإحساس بالرجوع إلى الطبيعة، فنسمي هذه الحال لذة. ويظن بها من لا رياضة له أنها حدثت من غير أذى تقدمها، ويتصورها مفردة خالصة برية من الأذى. وليست الحال على الحقيقة كذلك بل ليس يمكن أن تكون لذة بتة إلا بمقدار ما تقدمها من أذى الخروج عن الطبيعة. فإنه بمقدار أذى الجوع
صفحه ۳۷