عنه - فينبغي أن يسند الرجل أمره في هذا إلى رجل عاقل كثير اللزوم له والكون معه، ويسأله ويضرع إليه ويؤكد عليه أن يخبره بكل ما يعرفه فيه من المعايب، ويعلمه أن ذلك أحب الأشياء إليه وأوقعها عنده، وأن المنة عليه منه تعظم في ذلك والشكر يكثر، ويسأله أن لا يستحييه في ذلك ولا يجامله ، ويعلمه أنه متى تساهل وضجع في شيء منه فقد أساء إليه وغشه واستوجب عليه اللائمة عليه. فإذا أخذ الرجل المشرف يخبره ويعلمه ما فيه وما ظهر وبان له منه لم يظهر له اغتماما ولا استخزاء، بل اظهر له سرورا بما يستمع وتشوقا إلى ما لم يستمع منه. فإن رآه في حال ما قد كتمه شيئا استحياء منه أو قصر في العبارة عن تقبيح ذلك أو حسنها لامه على ذلك وأظهر له اغتماما به، وأعلمه أنه لا يحب ذلك منه ولا يريد إلا التصريح وإعلامه ما يراه على وجهه. فإن وجده في حال أخرى قد
صفحه ۳۴