النفس الناطقة. أما النباتية فلتغدو الجسم الذي هو للنفس الناطقة بمنزلة آلة وأداة إذ ليس هو من جوهر باق غير متحلل بل من جوهر سيال متحلل، وكان كل متحلل لا يبقى إلا بأن يخلف فيه بدلا مما تحلل منه. فأما الغضبية فلتستعين بها النفس الناطقة على قمع النفس الشهوانية ومنعها من أن تشغل النفس الناطقة بكثرة شهواتها عن استعمال نطقها الذي إذا استعملته كملا كان في ذلك تخلصها من الجسم المشتبكة به. وليس لهاتين النفسين - أعني النباتية والغضبية - عنده جوهر خاص يبقى بعد فساد الجسم كجوهر النفس الناطقة، بل إحداها وهي الغضبية هي جملة مزاج القلب والأخرى وهي الشهوانية هي جملة مزاج الكبد. وأما جملة مزاج الدماغ فإنها عنده أول آلة وأداة تستعملها النفس الناطقة. والأغتذاء والنمو والنشوء للإنسان من الكبد، والحرارة وحركة النبض من القلب. وأما الحس والحركة الإرادية والتخيل والفكر والذكر فمن الدماغ، لا على أن ذلك من خاصيته ومزاجه بل من الجوهر الحال فيه المستعمل
صفحه ۲۸