طب نبوی ابن طولون
الطب النبوي لابن طولون
ژانرها
ووقت الرياضة: بعد انحدار الغذاء وكمال هضمه والمعتدلة هي: التي تحمر فيها البشرة وتربو، ويتندى العروق وأما التي يكثر فيها سيلان العروق فمفرطة. وأي عضو كثرت رياضته قوي، وخصوصا على نوع تلك الرياضة. بل كل قوة هذا شأنها: فإن من استكثر من الحفظ قويت حافظته وكذلك المستكثر من الفكر، والتخيل.
ولكل عضو رياضة تخصه: فللصدر القراءة وليبتدئ فيها من الخفية إلى الجهرية بالتدريج. والسمع: يرتاض بسماع الأنغام اللذيذة والبصر القراءة [الخط] الدقيق أحيانا وبالنظر إلى الأشياء الجميلة [وكذلك رياضة اللسان في الكلام].
وركوب الخيل باعتدال رياضة البدن كله، ويحلل أكثر ما يسخن وينفع الناقهين بتحليل بقايا أمراضهم وكذلك الترجيح بالرفق، وأما طرد الخيل فيحلل كثيرا ويسخن.
واللعب بالكرة رياضة للبدن والنفس بما يلزمه من الفرح بالغلبة والغضب بالانقهار. كذلك المسابقة بالخيل وركوب السفن محركة للاخلاط مثور لها قالع للأمراض المزمنة كالجذام والاستسقاء لما يختلف على النفس من فرح [وغم] وفزع ويقوي المعدة والهضم. ومن جملة الرياضة الدلك ومنه خشن [يحمر اللون] فيخصب ما لم يقع منه إفراط قوى التحليل. ومنه صلب فيشدد ويقوي الأعضاء الضعيفة ومنه لين ومنه كثير فيهزل ومنه معتدل فيخصب انتهى.
وقال ابن القيم: أما ركوب الخيل, ورمي النشاب, والصراع والمسابقة على
صفحه ۹۵