قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي فأتى بعض بيوته فقال: هل عندكم غداء فقالوا: لا إلا فلق من خبز، فقال: هاتوه، ثم قال: هل عندكم من أدم؟ فقالوا: لا إلا شيء من خل فقال: هاتوه، فنعم الأدم الخل، قال جابر: فالخل يعجبني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه ما يقول.
وأخرج بن ماجه عن أم سعد رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الأدم الخل، اللهم بارك في الخل لأنه إدام الأنبياء قبلي ولم يفتقر بيت فيه خل.
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي في شعب الإيمان عن عائشة رضي الله تعالى عنها قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل.
قال البيهقي: قال أبو سليمان: حبه صلى الله عليه وسلم: الحلواء ليس كثرة التشتهي لها وشدة نزاع النفس لها، وتأنق الصنعة واتخاذها كما هو فعل أهل الشره والنهم. وإنما هو أنه كان إذا قدم الحلواء نال منها نيلا صالحا من غير تقدير فيعلم بذلك أنه قد أعجبه طعمها وحلاوتها. قال: وفيه دليل على جواز اتخاذ الحلاوات والأطعمة من أخلاط شتى.
وأخرج البيهقي في الشعب عن ليث عن أبي سليم رضي الله تعالى عنه قال: أول من خبص الخبيص عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه قدمت عليه عير تحمل الفقى والعسل فخلط بينهما وعمل الخبيص وبعث به إلى منزل أم سلمة، فلما وضعته بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم أكله واستطابه فقال: من بعث هذا؟
صفحه ۶۷