وفي الحديث قول ثالث، ولعله أولى الأقوال به أن المراد بالثريا والعاهة الآفة التي تلحق الثمار والزرع في فصل الشتاء وصدور فصل الربيع فجعل الأمن عند طلوع الثريا في الوقت المذكور، ويأتي الكلام على بقية الأسباب الضرورية.
ذكر تدبير المأكول والمشروب
قال الله تعالى: {كلوا واشربوا ولا تسرفوا} وأخرج أحمد في مسنده والترمذي، وحسنه والنسائي وابن ماجه وابن حبان وابن السني وصححه وأبو نعيم والبيهقي في شعب الإيمان عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث [لطعامه وثلث] لشرابه وثلث لنفسه.
وأخرج ابن السني وأبو نعيم عن عبد الرحمن بن المرقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لم يخلق وعاء إذا ملئ شر من بطن فإن كان لا بد فاجعلوا ثلثا للطعام وثلثا للشراب وثلثا للنفس.
وأخرج البيهقي في الشعب عن عائشة رضي الله عنها قالت: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا آكل في كل يوم مرتين فقال: يا عائشة اتخذت الدنيا بطنك أكثر من أكلة كل يوم سرف والله لا يحب المسرفين. قال البيهقي: في إسناده ضعف.
وأخرج أبو نعيم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إياكم، والبطة في الطعام والشراب فإنها مفسدة للجسد مورثة للسقم وعليكم بالفصد فيها فإنه أصلح للجسد.
صفحه ۵۵