وتعرف قوى الأدوية بالتجربة والقياس، وتركيب الأدوية: إما صناعي كالترياق، وإما طبيعي كاللبن، فإنه مركب من مائية وجبنية وزبدية.
وإذا كان الدواء حاد الرائحة دل على حرارته، وإذا عدم الرائحة دل على برده، والمتوسط متوسط، وعلى هذا فقس.
والحلو حار، والمالح حاد، والحامض بارد، والدسم معتدل.
الباب الثاني في أحكام الأدوية والأغذية
وقد رتبته على حروف المعجم.
قال الله تعالى: {والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج. تبصرة وذكرى لكل عبد منيب}.
وقال الله تعالى: {أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم}.
فالكريم: الكثير المنافع. والبهيج: الحسن اللون.
وعن قتادة، عن الحسن قال: إن سليمان عليه السلام لما فرغ من بناء البيت دخل المسجد، فإذا أمامه شجرة خضراء، فلما فرغ من صلاته قالت الشجرة: ألا تسألني ما أنا؟ قال: ما أنت؟ قالت: أنا شجرة كذا وكذا، دواء لكذا وكذا، من داء كذا وكذا، فأمر سليمان عليه الصلاة والسلام بقطعها فإذا مثلها، فلما كان من الغد إذا مثلها، فكان في كل يوم إذا دخل المسجد يرى شجرة فتخبره، فوضع عند ذلك كتاب الطب وكتبوا الأدوية.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا قال: (كان سليمان إذا صلى رأى شجرة نابتة بين بيديه فيقول: ما اسمك؟ فتقول: كذا، فيقول: لأي شيء أنت؟ فإن كان لغرس غرست، وإن كانت لدواء كتبت)) رواه أبو نعيم.
صفحه ۱۰۸