قال الموفق عبد اللطيف: كان من سنة الهند أنهم إذا أرادوا تناول الغذاء اغتسلوا ولبسوا الثوب النظيف وشموا الطيب وأمسكوا عن الحركات، وهجروا الرفث ثم أقبلوا على الطعام، وسيأتي الكلام على ما تيسر من هذا الكلام كله. [ليؤكل في الصيف: البارد، وفي الشتاء: الحار.
إدخال طعام على طعام آخر رديء. وكذلك الحركة بعده. قال الأطباء: الحركة قبل الطعام خير كله، كما أنها بعده شر كله].
وينبغي أن يصلح حاره ببارده، وحلوه بحامضه، ودسمه بمالحه، وقابضه بدسمه وتكثير الألوان محير للطبيعة، واللذيذ أحمد لولا الإكثار منه.
وملازمة الطعام التفه تسقط الشهوة وتوجب الكسل، وكثرة الحامض تسرع الهرم وإدمان الحلو يرخي الشهوة ويحمي البدن، والمالح يجفف البدن ويهزله.
وينبغي أن يترك الطعام وفي النفس منه بقية، وملازمة الحمية تنهك البدن وتهزله، بل هي في الصحة كالتخليط في المرض، ومراعاة العادة جيدة إلا أن تكون عادة رديئة فينتقل منها بتدريج، ومن اعتاد استمرار أغذية [رديئة] فلا يغيرها، وليحذر الطعام الخم والفاكهة العفنة.
ولحس الإناء يعين على الهضم ويفتق الشهوة، وكان صلى الله عليه وسلم يلعق أصابعه في الطعام [ثلاثا].
وقال: (إذا أكل أحدكم طعاما فلا يمسح يده حتى يلعقها) متفق عليه.
وقال: (من لحس الإناء استغفر له).
صفحه ۷۳