10
وأريد أن أذكر هنا مثالا سبب لي مشكلات في سنوات المراهقة كشخص ثنائي اللغة؛ فكنت أقول لأصدقائي الفرنسيين:
Je te manqué ، بناء على التعبير الإنجليزي
I miss you . كان أصدقائي ينظرون إلي بتعبير ينم عن الحيرة؛ لأنني في الحقيقة كنت أخبرهم بأنهم هم الذين يشتاقون إلي، بدلا من أن أقول لهم إنني أنا الذي أشتاق إليهم؛ إذ كان ينبغي لي أن أقول
Tu me manques .
نظرا لأن الأمثلة على فئتي فاينريش الأولى والثانية عن التداخل، يبدو أنها تحدث بتواتر أكبر، فإن هذه التداخلات نادرا ما تؤثر على عملية التواصل. فعلى المدى الطويل، سيطور بطبيعة الحال الأشخاص الثنائيو اللغة الذين يحتاجون إلى التواصل باستخدام لغة معينة، سواء أكان هذا محادثة أم كتابة، مهارات كافية في هذه اللغة من أجل التواصل على نحو مرض. فلن تكون التداخلات التي تحدث كثيرة على هذا النحو، بالإضافة إلى أن الأشخاص الأحاديي اللغة الذين يعيشون مع الثنائيي اللغة أو يعملون معهم، يعتادون على استخدامهم لغة متأثرة بلغتهم الأخرى؛ فيعتادون على سماع لكنة، وبنى جمل غريبة، وكلمات غير مناسبة إلى حد ما، وهذا يجعل عملية التواصل أسهل. يوجد مثال مثير للاهتمام على هذا في الأشخاص الثنائيي اللغة في اللغتين الإنجليزية ولغة الإشارة الأمريكية، الذين يستمرون في استخدام تعبيرات الوجه المستخدمة في لغة الإشارة عند تواصلهم باللغة الإنجليزية في وضع أحادي اللغة. يذكر بول بريستون استخدامه أحيانا التواصل البصري الطويل، المهم للغاية في ثقافة الصم، لكنه يجعل غير المصابين بالصمم يشعرون بالانزعاج. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم التعبير بتقويس الحاجبين وتقطيبهما، وهو التعبير المستخدم لطرح أسئلة «ماذا وأين ومن وأي» في لغة الإشارة الأمريكية، وهو أحد تعبيرات الوجه الذي يمكن أن يفهم خطأ على أنه يعبر عن الاتهام أو الغضب لدى الأشخاص غير المصابين بالصمم.
11
صرح كثير من الأشخاص الثنائيي اللغة بارتكابهم مزيدا من الأخطاء (كثير منها عبارة عن تداخلات)، عندما يصابون بالتعب أو يتعرضون لضغط عصبي؛ فتبدأ بنى الجمل التي يتحكمون فيها عادة، والنهايات الصرفية التي يدرجونها عادة، والنبر الذي يجيدونه دوما، جميعها في الانهيار في حالات معينة . تشرح نانسي هيوستن هذا بقدر من الفكاهة فتقول:
لا يثنيك استخدام لغة أجنبية عن الثرثرة فحسب، بل أيضا عن التحذلق؛ فهو يمنعك من أن تأخذ نفسك على محمل الجد ... فعندما أبدأ في الصراخ على أطفالي، تسوء لكنتي ويتقلص حجم مفرداتي، فيجعلني هذا أنفجر في الضحك وأفقد المصداقية في غضبي، ولا يسعني إلا أن أهدأ وأضحك.
12
صفحه نامشخص