أنا شخصيا لم أر التبديل اللغوي الخارج عن السيطرة إلا لدى المرضى الثنائيي اللغة الذين يعانون من حبسة الكلام، وهم مرضى يعانون من إعاقة لغوية تنشأ من حادثة وعائية دماغية (أو سكتة دماغية). لكن حتى في هذه الحالة، فإن التبديل اللغوي الخارج عن السيطرة لم يحدث إلا لدى عدد قليل من الأفراد؛ فمعظم مرضى حبسة الكلام يتحكمون جيدا في آلية التبديل اللغوي.
يستخدم الأشخاص الثنائيو اللغة آلية التبديل اللغوي لعدة أسباب. يتمثل أحد الأسباب الرئيسية في أنه يفضل ببساطة التعبير عن أفكار أو مفاهيم معينة باللغة الأخرى (فهم يبحثون عن
le mot juste
أو «الكلمة المناسبة» كما يقال بالفرنسية). فإذا كان الشخص الذي تتحدث إليه يفهم لغتك الأخرى، ويتقبل التبديل اللغوي، وكان التعبير أو الكلمة الأفضل يقال بهذه اللغة، فبإمكانك أن تدخله ببساطة فيما تقوله. أشبه هذا بتناول قهوة مع الحليب بدلا من تناولها سادة؛ فإن الكلمة أو التعبير من اللغة الأخرى يضيف شيئا بسيطا يكون أكثر دقة من محاولة البحث عن مقابل في اللغة الأساسية. أستعرض فيما يلي مثالا أذكره في كثير من الأحيان؛ فقد استخدمت أنا وزوجتي كلمة
playground (منطقة للعب)، في أثناء إقامتنا في الولايات المتحدة؛ إذ إنها تعبر على نحو أفضل عن البيئة الحرة التي يمكن أن يحظى فيها الأطفال بالمرح، مقارنة بالكلمة الفرنسية التقليدية
parc (متنزه)، بقواعدها الصارمة والعدد المحدود للأرجوحات. (يسعدني أن أقول إنه منذ ذلك الحين تغيرت الأمور كثيرا في فرنسا وسويسرا، وأصبحنا، أنا وزوجتي وكثيرون غيرنا، نستخدم مصطلحا جديدا يعكس هذا المفهوم وهو
terrain de jeu .)
يتمثل السبب الثاني في استخدام آلية التبديل اللغوي في تلبية الحاجة اللغوية لكلمة أو تعبير؛ فكما رأينا في الفصل الثالث عند الحديث عن مبدأ التكامل، إذا كان أحد المجالات تغطيه كليا أو جزئيا إحدى اللغات بخلاف اللغة التي يتحدث بها المرء، والموقف يستدعي التبديل اللغوي، فإننا ندخل الكلمات والتعبيرات التي نحتاج إليها، إما لأنها الوحيدة الموجودة لدينا وإما لأنها المتاحة بسهولة أكبر. كتبت لي سيدة ثنائية اللغة في اللغتين الإنجليزية والفرنسية ذات مرة تقول:
إن السبب في استخدامي لكثير من الكلمات الإنجليزية عند حديثي مع أشخاص يتحدثون الفرنسية؛ أنني أجد أنه من الصعب توصيل أفكار أو معلومات معينة عن حياتي اليومية في الولايات المتحدة بلغة غير اللغة الإنجليزية. فمفاهيم ومصطلحات مثل
day care center (مركز الرعاية النهارية)، و
صفحه نامشخص