وانتقضت فايزة دون أن تحس: لا.
وقالت وفية: ماذا؟ ما بك؟
ولكن فايزة لم تسمع واستطاعت في لحظة أن تملك أمر نفسها. فأقرت جسمها المحموم وأطبقت يديها على مقابض كرسيها في تمسك. كأنها تخشى أن يقذفها شيء من عليه، وكتبت لها وفية: ما بك؟
فقالت فايزة في تشنج: لا شيء.
ثم أقرت نفسها على الكرسي ثانية وثبتت من مقامها عليه، وقالت وكأنها تستعد لصراع كبير: ناديها، نادي دولت.
وقالت وفية: إنها آتية.
ولم تسمع فايزة شيئا ولم تكن في حاجة إلى أن تسمع، لقد دخلت دولت، وقبل أن تخبرها وفية بالنبأ السعيد وجدت فايزة نفسها مقذوفة على الكرسي، واقفة تسارع خطوها إلى مكان الحوض، وقد عاودها الغثيان بصورة أشد.
وبهتت دولت هنيهة، ثم نظرت إلى وفية فوجدتها ترنو إليها في نظرة من يحمل أخبارا فرحانة، ثم غمزت لها بعينها وقالت: اذهبي إليها ساعديها، ألم تدركي ما بها؟ إنها حامل.
وظهر الفرح على دولت وقالت في سرور مخلص: حقا؟
وقالت وفية في نغمتها السعيدة المرحة: اذهبي إليها، اذهبي.
صفحه نامشخص