فقال يحيى: أبدا، ألا بد أن نذهب إلى البار؟ أذهب أحدكم إلى الجامع في حياته؟
فقال يسري: ماذا؟ أنويت تخطب خطبة وعظ أيضا؟
فقال يحيى: لا، ولكن هناك أمكنة لم تذهبوا أنتم إليها أبدا وذهبت أنا إليها، وأمكنة لم أذهب أنا إليها ...
فقال يسري مقاطعا: نعم، وذهبنا نحن إليها، عظيم، اسمع، البار فيه نسوان تفتن العابد، وشراب يا حبيبي وعدك الله به في الجنة، ونحن نجده في الدنيا من غير جنة أو تعب جنة. تجيء معنا أم تنتظر أنت دورك مع الحور العين وشراب الكوثر؟
فقال يحيى في حزم: لا، أفضل أن أنتظر دوري.
فقال صبحي: يا بني، بار سبيت فاير أقرب.
وقال عبد الوهاب: وأسرع، وهو أيضا مؤكد.
فقال يحيى في لهجة تكاد تكون غاضبة: أتكفر بالله؟ الجنة أيضا مؤكدة.
فقال يسري: وهل قلنا إنها غير مؤكدة، كل ما في الأمر أننا شباب ونأخذ حظنا من الدنيا، ومسألة الجنة هذه نؤجلها إلى حين لا نستطيع المتعة، أؤكد لك يا يحيى أنني في سن الخمسين، لا، الستين، سأصلي وأمتنع عن شرب المسكر وأصوم وأعجبك، وسأقابلك بعد ذلك على أبواب الجنة عند عمك رضوان، يا عيني عليك يا يحيى ستحزن يوم ذلك حزنا عظيما، حرمت نفسك ومتعت نفسك، ثم التقينا على أبواب الجنة، يا عيني يا ابني.
فقال يحيى: كلام فارغ، لكل جزاؤه.
صفحه نامشخص