قلت : إن علماءنا علمونا : أن أفضل الخلفاء على التحقيق سيدنا أبوبكر الصديق ، ثم سيدنا عمر الفاروق ثم سيدنا عثمان ثم سيدنا علي رضي الله تعالى
( 66 )
عنهم أجمعين ؟ سكت السيد قليلا ، ثم أجابني .
لهم أن يقولوا ما يشاؤون ، ولكن هيهات أن يثبتوا ذلك بالادلة الشرعية ، ثم إن هذا القول يخالف صريح ما ورد في كتبهم الصحيحة المعتبرة ، فقد جاء فيها : أن أفضل الناس أبوبكر ثم عمر ثم عثمان ولا وجود لعلي بل جعلوه من سوقة الناس وإنما ذكره المتأخرون استحبابا لذكر الخلفاء الراشدين .
سألته بعد ذلك عن التربة التي يسجدون عليها والتي يسمونها « بالتربة الحسينية » أجاب قائلا :
يجب أن يعرف قبل كل شيء أننا نسجد على التراب ، ولا نسجد للتراب ، كما يتوهم البعض الذين يشهرون بالشيعة ، فالسجود هو لله سبحانه وتعالى وحده ، والثابت عندنا وعند أهل السنة أيضا أن أفضل السجود على الارض أو ما أنبتت الارض من غير المأكول ، ولا يصح السجود على غير ذلك ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يفترش التراب وقد اتخذ له خمرة من التراب والقش يسجد عليها ، وعلم أصحابه رضوان الله عليهم فكانوا يسجدون على الارض ، وعلى الحصى ، ونهاهم أن يسجد أحدهم على طرف ثوبه ، وهذا من المعلومات بالضرورة عندنا .
وقد اتخذ الامام زين العابدين وسيد الساجدين على بن الحسين ( عليهما السلام ) تربة من قبر أبيه أبي عبدالله باعتبارها تربة زكية طاهرة سالت عليها دماء سيد الشهداء ، واستمر على ذلك شيعته إلى يوم الناس هذا ، فنحن لا نقول بأن السجود لا يصح إلا عليها ، بل نقول بأن السجود يصح على أي تربة أو حجرة طاهرة كما يصح على الحصير والسجاد المصنوع من سعف النخيل وما شابه ذلك .
صفحه ۵۷